قضت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس بسجن شاب بقية العمر من أجل تورطه في جريمة قتل نفس بشرية عمدا وطبق الفصلين 201 و202 من المجلة الجزائية. تفيد وقائع القضية ان الهالك تجمعه علاقة متينة بالمتهم ويوم الواقعة واثر الانتهاء من عقد جلسة خمرية بمنزل المتهم نشب خلاف بينهما حول هاتف جوال انتهى بتسديد المتهم ل9 طعنات للهالك أردته قتيلا، وذلك بشارع علي البلهوان بأريانة.
وبعرض جثة الهالك على الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول تبين ان الهالك تلقى فعلا عدة طعنات ومنها طعنة على مستوى القفص الصدري أدت الى وفاته.وباستنطاق المتهم تراجع جزئيا في أقواله الاولى ملاحظا للمحكمة أنه اتفق مع الهالك وأطراف أخرى على عقد جلسة خمرية بمنزله.
وبعد الانتهاء من ذلك وفي ساعة متأخرة غادر الآخرون فيما بقي الهالك والمتهم وشخص ثالث بالمنزل وقد رغب الهالك بمزيد احتساء الخمر وتمسك بالبقاء بالمنزل الا ان المتهم قام بدفعه لارغامه على المغادرة وقبل ذلك استفسره الهالك عن الهاتف الجوال الذي استعمله للاتصال بوالدته فأعلمه المتهم انه أرجعه له وبعد برهة تم العثور عليه فتولى الهالك صفع المتهم.
الامر الذي استفزّه وعاد الى المنزل ثم تسلّح بسكين قصد تهديد الهالك، حسب قوله دون ان تكون له نية القتل.
وظلّ يبحث عنه الى ان وجده وطلب منه ارجاع الهاتف الجوال لكنه رفض حينها قرر اصابته بالسكّين في مرحلة أولى على مستوى وجهه ثم في جسده.وبمزيد التحرير عليه ذكر أنه كان بحالة سكر واضح. وأضاف انه فرّ من مسرح الجريمة باتجاه منزل شقيقته لتغيير ملابسه والاختفاء هناك وكان ذلك نتيجة الخوف الذي انتابه.وبتدخل القائم بالحق الشخصي قال ان جميع المستندات تؤكد ثبوت الادانة وطلب الحكم بقبول الدعوى المدنية.ومن جانبه طلب دفاع المتهم اعتبار الافعال من قبيل الفصل 208 من المجلة الجزائية والمتعلق بالاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت.
ملاحظا ان قرار دائرة الاتهام مقتضب وتلخيص الوقائع كان مجحفا وصل الى حد تحريفها. وأكد ان بين الهالك والمتهم علاقة حميمية.
وأشار الى ان عامل الزمن مهم في اثبات ركن الاثبات وبالتالي ركن الاضمار مفقود فالمتهم لم يتعمّد ازهاق روح الهالك وانما القتل كان نتيجة الاعتداء بالعنف الشديد.إيمان بن عزيزة