باشر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (منوبةباردو العمران المنازه) إجراء تحقيق في أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها منطقة دوار هيشر من ولاية منوبة فضلا عن عديد الملفات الأخرى التي استرعت الاهتمام بالجهة. هذه الملفات الحارقة باتت تشغل بال المواطنين بدرجة اولى وتؤرق المسؤولين بالجهة السيد حمادي الزغبي رئيس فرع الرابطة تحدث لنا عن المشاغل والملفات التي تتابعها الرابطة في الحوار التالي:
تحدثت بعض الأطراف السياسية عن بداية إمارة سلفية بدوار هيشر كيف تقيمون هذا الرأي ؟
بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة قمنا بالتعاون مع فرع تقصي الحقائق بالرابطة بتحريات واسعة حول السلفية والتي مازلت بعيدة كل البعد عن مستوى الظاهرة فيما عدا ذلك فلا يمكن إنكار أن لها حضورا قويا بالمنطقة وتأثيرا على المواطنين وخاصة في مسائل أخلاقية متعلقة بظاهرة بيع الخمر والمخدرات.
ما هي الملفات التي تحظى بمتابعة الرابطة بالجهة ؟
بعد الثورة باتت ولاية منوبة مركز الثقل لدينا في الفرع إذ تشغل بالنا عديد الملفات النابعة من مشاغل المواطنين وأهم ملف كشفت عنه الثورة هو وضعية الأراضي الفلاحية التي نعتبرها سببا من أكبر أسباب الاحتقان الاجتماعي الذي تعيش على وقعه بعض مناطق الولاية على غرار الدخيلة التي شهدت عدة تحركات احتجاجية انتهت بسجن ثلاث شبان دخل أولياؤهم في إضراب جوع للمطالبة بالإفراج عنهم ثم الشويقي التي دخل أهلها في اعتصام أيضا في الأشهر الماضية وشركتا العزيزية والرحمانية أيضا. فقد أسندت في التسعينات مساحات شاسعة إما هي على ملك ديوان الأراضي الدولية أو هي ضيعات كانت فيما مضى تعاضديات أو وحدات إنتاج فلاحي ل «مستثمرين» خواص ومنحت لهم في شكل ما يسمى ب «شركات الإحياء» أو في شكل تسويغ طويل المدى ليخل أصحابها بكراسات الشروط الممضاة معهم وخاصة فيما يتعلق بعنصر التشغيل والبرنامج الاستثماري .. وضعية جعلت الأهالي يطالبون بعد الثورة التي جعلتهم يكسرون حاجز الخوف والاستكانة باسترجاع تلك الأراضي لصالح الدولة ووضع حد لجشع هؤلاء لإعادة استغلالها وفق طريقة تضمن شروط التشغيل والبرنامج الاستثماري وتضع حدا للاستغلال الفاحش لها.
ما هي أهم الشواغل الأخرى ؟
هناك أيضا مشاغل متعلقة ب64 حرفيا ناشطون بأربعة قرى حرفية بدوار هيشر وطبربة ساندناهم كرابطة للحفاظ على مصدر رزقهم وتبنينا مطالبهم المتمثلة في تغيير صبغة عقد كراء ممضى مع المجلس الجهوي وفي مساعدتهم على ترويج منتجاتهم مع إقامة فضاءات للعرض داخل تلك القرية فضلا عن إيجاد حلول لتراكم ديونهم نتيجة غياب نشاطهم خلال أحداث الثورة وعلى مدى أشهر سواء فيما يتعلق بمعاليم الكراء أو اشتراك الضمان الاجتماعي أو دفوعات قروض البنك الوطني للتضامن. وهناك عديد المشاغل الأخرى متعلقة بالحق في التنمية حيث لازالت عديد المناطق بالجهة في حاجة لمزيد المرافق الحياتية كغيرها من جهات الجمهورية فضلا عن تسوية ملف عملة الحضائر في مختلف القطاعات.
تتعلق اغلب الملفات بالسلط الجهوية والجهات الرسمية فكيف تقيمون علاقة الرابطة بتلك الجهات خاصة بعد الثورة ؟
من منطلق واجبنا نحن نلفت النظر إلى مختلف الجهات بما فيها السلط الجهوية التي لم نر منها سوى التفهم والاحترام حيث نعقد جلسات للنظر في مختلف النقاط ونلمس اهتماما وإنصاتا لها لكن الحل يظل غالبا الحلقة المفقودة في بعض المشاغل على اعتبار أن بعض الملفات مستعصية فعلا مثل ملف الأراضي الدولية والذي يتطلب من الوزارات المعنية تدخلا عاجلا وجديا يتلاءم مع مبادئ الثورة التي قامت على الكرامة والعدالة الاجتماعية،