أطلقت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في تونس صيحة فزع وحيرة بخصوص مصير حوالي 400 لاجئ دون أي وضعية داخل مخيم «شوشة» الذي قررت السلطات التونسية غلقه نهائيا يوم 30 ديسمبر القادم بعد أن كان فتح معبر شوشة للعبور منذ الأزمة الليبية في 2011 . وتحدث خلال الندوة الصحفية التي تم عقدها صباح أمس بالعاصمة السيدة أرسولا شيلز أبوبكر ممثلة المفوضية في تونس والأستاذ أحمد أبو الوفاء مدير قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة ومحمد بكري من قدماء المفوضية العليا عن الدور الذي قامت به (UNHCR) وفعل التطورات في ما يسمى بالربيع العربي وعن حقوق اللاجئين بحسب قانون الأممالمتحدة المادة 28 والذي يعطي الحق للاجئ في التحرك ومغادرة البلد الذي هو لاجئ إليه والعودة والسماح له بالحصول على جواز سفر ووثائق تثبت وضعيته القانونية كما تحدثوا عن الدينامينكية الجديدة في دول المنطقة (تونس ليبيا الجزائر) والعلاقات المتميزة لتعزيز آليات الحماية الدولية وتطوير الإطار القانوني لحماية اللاجئين. وكان من المفروض حضور السيدة محرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس التأسيسي بحسب برنامج الندوة لكنها لم تحضر.
منذ اندلاع الأزمة الليبية في 2011 سجلت المفوضية الدولية تواجد لاجئين من 22 دولة تم استيعابهم في مخيم العبور بالشوشة بالقرب من معبر رأس جدير في حين ظل اللاجئون وطالبوا اللجوء مقيمين في المخيم حيث تساهم المفوضية وشركاؤها في تقديم المساعدات الانسانية الأساسية بمساعدة جمعية الهلال الأحمر التونسي والإغاثة الاسلامية العالمية والمنظمة الدولية للهجرة والهيئة الطبية الدولية.
2341 لاجئ من سبتمبر
وسجل المعبر إلى حدود سبتمبر تواجد 1923 لاجئ و 136 طالب لجوء من 14 جنسية مختلفة من السودان والصومال والعراق وفلسطين.
400 لاجئ دون حل
السيدة دالية العشي المنفذ الجهوي للمفوضية المكلفة بالاعلام صرحت ل «الشروق» أن حوالي 400 لاجئ تقريبا من وضعيات مختلفة مصيرهم لا يزال مجهولا خاصة وأن يوم 30 ديسمبر سيقع نهائيا غلق المخيّم...من بينهم حوالي النصف لا يزالون ينتظرون ردا على ملفاتهم.
1213 لاجئ ينتظرون التوطين
وقد قبلت بلدان إعادة التوطين حوالي 2139 لاجئ من الذين قدموا مطالبهم عن طريق المفوضية وتم تسجيل مغادرة 1792 لاجئ بما في ذلك 150 لاجئ إلى مراكز العبور المبدئية في رومانيا وسلوفلكيا فيما يزال 1213 لاجئ ينتظر قرار نهائي من قبل بلدان إعادة التطوين .
300 لاجئ إلى أوروبا وسويسرا
وسجلت المفوضية بفضل مبادرات رعاية خاصة وبرامج هجرة من إعادة تطوين وضمان مغادرة 300 شخص إلى كندا وسويسرا وإيطاليا وبولندا. لا أستطيع العودة
«لا أستطيع العودة إلى بلدي السودان عندي مشاكل وحياتي مهددة» هكذا تحدث ل «الشروق» عثمان أحمد لاجئ رفض العودة الطوعية إلى بلده وهو يقيم حاليا داخل مخيم الشوشة وينتظر رفقة 200 شخص آخرين نتيجة النظر في ملفه وحصوله على اللجوء في تونس.
يضيف عثمان (تقدمت عن طريق المفوضية بمطلب اللجوء ومازلت أنتظر... بعد شهر يغلق المخيّم وسأجد نفسي بلا وضعية قانونية لا يمكني العودة إلى بلدي ولا يمكني البقاء هنا ومازلت لا أعلم بعد.
وتسعى المفوضية اليوم إلى القيام بحملة تحسيسية بحثا عن سبل لوجود حل قانوني لحوالي نصف اللاجئين المتبقين في المخيم والذين لم يقع قبول مطالب لجوئهم ومايزالون بلا أي وضعية.