جاء في بلاغ عن السفارة الألمانية في تونس انه بعد ما يقارب 18 شهراً من الانتظار في مخيم العبور الواقع على مسافة سبعة كيلومترات من الحدود التونسية – الليبية، سوف يغادر 195 لاجيء يوم الإثنين الموافق ل 3 سبتمبر الى المانيا لبدء حياة جديدة هناك. حيث قامت منظمة الهجرة الدولية IOM بترتيب رحلة طيران خاصة لنقلهم من جربة الى هانوفر بالنيابة عن الحكومة الألمانية. أورسولا شولز ابو بكر، ممثلة المفوض السامي في تونس ستكون حاضرة في مطار جربة أثناء إجراءات المغادرة، مع السفير ألمانيا الجديد الى تونس السيد ينس بلوتنر. منظمة الهجرة الدولية IOM التي اهتمت بالتقييم الصحي لللاجئين قبل المغادرة، سوف تقوم ايضاً بتنظيم نقلهم من مخيم شوشة الى مطار جربة. و يصل العدد الكلي للاجئين الذين وافقت ألمانيا على إعادة توطينهم الى 200 لاجئ، و قد ازداد عددهم الى 201 مؤخراً بسبب ولادة طفل لإحدى اللاجئات المشمولة بهذا البرنامج، علماً بأن ستة منهم إضطروا الى تأجيل مغادرتهم لأسباب طبية، منهم أم حامل و أم و مولودها الذي وضعته من أسبوعين فقط. إن اللاجئين المغادرين الى المانيا يوم الإثنين كانوا قد فروا في السابق من بلدانهم الى ليبيا قبل ان يضطروا الى الفرار مرة اخرى العام المنصرم بسبب الحرب في ليبيا. ورغم تمتعهم بالحماية و المساعدة في تونس، فقد عانى العديد منهم من وضعية غير واضحة في مخيم العبور شوشة لمدة تزيد عن 18 شهراً. العدد الأكبر من اللاجئين الذين سيعاد توطنيهم الى ألمانيا هم من السودان (دارفور)، الصومال، ارتيريا واثيوبيا. و أغلبيتهم من الرجال العازبين من عمر 18 – 35، و هناك ايضاً اكثر من عشرين عائلة مع اطفال و ثلاثة من الأطفال غير المصطحبين. "إن حكومتي سعيدة لمنح لاجئين من مخيم شوشة الفرصة لبناء حياة جديدة في ألمانيا. هؤلاء الرجال، النساء و الأطفال تحملوا الكثير من المشاق و يستحقون مستقبلاً أفضل" قال السفير بلوتنر. " و لكن هذه أيضاً مناسبة لشكر تونس وشعبها لتوفيرهم الملجأ الآمن لألاف اللاجئين الذين اجبروا على مغادرة ليبيا. التونسيون لديهم السبب الكافي ليفخروا بكرمهم الفائق". في شهر ماي 2012، قام المكتب الفيدرالي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) بإنتداب بعثة الى جرجيس لمدة خمسة اسابيع لمقابلة اللاجئين الذين تمت إحالتهم من طرف مفوضية اللاجئين. و قد وافق المكتب الفيدرالي على إعادة توطين 200 لاجئ من مجموع 246 الذين تمت إحالتهم، مما يعني ان معدل القبول كان مثيراً للإعجاب حيث بلغ 81%. " انني في غاية السعادة لإتاحة هذه الفرصة للاجئين للتخطيط لمستقبلهم في مكان آمن و مسالم بعد الظروف الصعبة التي مروا بها في مخيم شوشة" تقول السيدة أورسولا شولز ابو بكر. " الحكومة الألمانية كانت جد رائعة من حيث الإجراءات السريعة للقبول و المغادرة. و الآن آمل ان من بقي في شوشة لن يضطر للإنتظار طويلاً للتوصل الى حل دائم". لتسهيل الإنتقال الى المانيا، المجلس الدنماركي للاجئين DRC نظم دورات لتعلم اللغة الألمانية في مخيم العبور بينما قامت IOM بتوفير صفوف للتوجيه الثقافي بغية تسهيل اندماج اللاجئين في ألمانيا. " عند وصولهم الى المانيا، سيمضي اللاجئين عشرة ايام في مركز استقبال خارج هانوفر للحصول على مزيد من التوجيه"، شرح نوربرت تروزين، مسؤول الحماية في مكتب المفوضية في برلين، " بعد ذلك، سوف يسافرون الى مناطق مختلفة في ألمانيا". من بين القاطنين الحاليين في مخيم العبور شوشة (2211 شخص)، تم القبول الشرطي لحوالي 1320 منهم من طرف دول إعادة التوطين (يتضمن ذلك اللاجئين المغادرين الى المانيا). بالإضافة الى ذلك، مازال 635 لاجئ بإنتظار قرار دولة إعادة التوطين. مما يعني ان ما يقارب ال 250 لاجئ لن يتم على الأغلب إعادة توطنيهم و بذلك فهم بحاجة الى حل على المستوى المحلي. هذا العدد يتضمن 117 لاجئ الذين تم تسجيلهم في مخيم شوشة بعد إعلان إنتهاء تحويل الملفات الى إعادة التوطين بتاريخ 1 ديسمبر 2011، و 139 تم رفض ملفاتهم من طرف دولة على الأقل لإعادة التوطين. سيتم إعادة توطين الأغلبية من اللاجئين الذين فروا من ليبيا و تم استقبالهم في مخيم العبور شوشة الى الولاياتالمتحدةالأمريكية (2000 لاجئ). و في حين أن المانيا دأبت بشكل عفوي في الماضي على توطين اللاجئين و غيرهم من من هم في حاجة الى الحماية، فقد قررت الحكومة الآلمانية في شهر ديسمبر 2011 ان تشارك بشكل منتظم و بحصص واضحة ومحددة في برنامج مفوضية اللاجئين UNHCR الخاص بإعادة التوطين. حيث أن ألمانيا سوف تعيد توطين 300 لاجئ كل سنة و ذلك في الفترة من 2012 الى 2014. و بخصوص الحصة المحددة لسنة 2012، فقد حصل لاجئي مخيم شوشة على النصيب الأكبر بإعادة توطين 200 منهم ( المئة الباقية سيتم اختيارها من اللاجئين)