يقع دوار «الكبوش» بأحد أرياف الكاف ويقطن به حوالي 400 ساكن يعيشون أوضاعا صعبة في غياب عديد المرافق الضرورية. رغم أن المنطقة تزخر بعديد الثروات المنجمية لا سيما في جبل «الكبوش» فمتى يتم استغلالها في إطار التنمية العادلة. تحتاج المنطقة الى تعبيد الطريق التي تربطها بمدينة الكاف والذي أصبح المرور منه بالسيارات والشاحنات أمرا مستحيلا نظرا لطبيعته الصخرية وكثرة الحفر مما جعل تلاميذ وطلبة وعمال المنطقة يقطعون مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات مشيا على الاقدام للوصول الى الطريق المعبدة المؤدية الى مدينة الكاف.
ويقول السيد الناصر المازني أن سكان منطقة «الكبوش» ملوا الانتظار على مدى عقود طويلة تلقوا خلالها وعودا من العهد السابق لم تتحقق وتلقوا وعودا من جميع الأحزاب وأعضاء القائمات المستقلة خلال انتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة بتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب عن طريق الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وتعبيد الطريق التي تربطهم بمدينة الكاف التى تعزلهم أثناء نزول الأمطار حيث يجدون صعوبة في تنقلهم الى العمل أوالدراسة بسبب تجنب أصحاب وسائل النقل المرور عبر هذه الطريق نظرا الى رداءتها.
ويضيف السيد عبد الحميد الحجري انه خلال السنوات الماضية تم تركيز حنفية بالمنطقة عن طريق الجمعيات المائية لكن المشروع لم يدم طويلا وعاد السكان الى ما كانوا عليه سابقا يقطعون مسافات طويلة على متن الدواب لجلب الماء من عين هي عبارة عن غدير يشرب منه العباد والحيوانات وهي تفتقر الى ابسط الشروط الصحية.
أما الشاب عمر المازني الحاصل على شهادة في الفرنسية والعاطل عن العمل فهويطالب باحداث مشاريع تنموية تكون كفيلة بتخليص المعطلين من مخالب الفقر الذي ظل يكبل المنطقة منذ سنوات طويلة الأمر الذي جعل بعض الشباب ينزحون الى المدن الكبرى بحثا عن شغل يحفظ كرامتهم وهذا لايتم الا باعادة فتح منجم جبل كبوش الذي تم اكتشافه سنة 1897 وتم منح أول رخصة بحث منجمي سنة 1900 ثم توقف عن الاستغلال سنة 1927 وكان التنقيب وقتها مركزا عن بعض المواد الخام كال» Cérusite» وال«Smithsonite».
وخلال سنة 1965 استأنف الديوان الوطني للمناجم الأبحاث ولكن هذه المرة سعيا لاستخراج معدن البيريت « Pyrite » لتخصيب الفوسفات التونسي. وشملت الأبحاث فيما بعد مدخرات الزنك والرصاص التي تعادل حسب آخر الدراسات مليونا ونصفا من الأطنان ( 1.5طن) بتركيز قدره 8 الى 12 بالمائة..
وطالب الشاب عمر أيضا ببعث مصنع لصنع الزيوت الروحية بالمنطقة اعتمادا على وفرة النبتات الصالحة للتصنيع.