انتظمت مؤخرا فعاليات الملتقى الوطني لنوادي التثقيف الصحي الموجه للشباب بدور الشباب التي نظمتها دار الشباب بقفصة بالشراكة مع المندوبية الجهوية للأسرة والعمران البشري. هذا الملتقى اشتمل على معرض وثائقي ومعرض للصور حول أنشطة وخدمات التأطير الصحي الموجه للشباب. وخلال يومه الأول استمع الحاضرون من مديري دور الشباب من مختلف ولايات الجمهورية وضيوف الملتقى إلى جملة من المداخلات العلمية الموثقة بالصورة والصوت تمحورت حول التخطيط والبرمجة بنوادي التثقيف الصحي .السيد محمد الطيب الزاهي كاهية مدير دار الشباب بقفصة أبرز خلال مداخلته أن ناقوس الخطر دق حول مرض السيدا بتونس بعد أن تجاوز عدد المصابين بهذا المرض القاتل حوالي 1700 حالة مضيفا أن هناك مؤشرات عن حصول ما بين 3000 و5000 حالة غير معلن عنها نظرا لحساسية هذا الداء على المستويين العائلي والاجتماعي وأضاف أن الفئة العمرية المستهدفة هي ما بين 15 و25 سنة ثم كان للأستاذ عمار الشيخي مدير الإذاعة الجهوية بقفصة مداخلته حول دور منشط الشباب في ترسيخ الثقافة الصحية لدى الشباب وأبرز خلالها مهام منشط الشباب في التوعية والتثقيف الصحي على اعتبار أهمية عدد رواد دور الشباب بالجهات وشدد على علاقة دور الشباب بالمؤسسات التربوية باعتبارها علاقة تكميلية واعتبر التثقيف الصحي يؤدي ضرورة إلى تواصل ناجح يساهم بدوره في نشر ثقافة الجودة. الدكتور سعيد النخلي اهتم برصد الظواهر السلوكية المحفوفة بالمخاطر حيث أبرز ان تنامي ظاهرة استهلاك المخدرات في الأوساط التلمذية كشفت عن مؤشرات مفزعة في غياب التأطير العائلي والمدرسي والمجتمعي باعتبار سهولة انتشار هذه الظاهرة في أوساط هشة قابلة لكل جديد حتى ولو كان مضرا بل مهلكا باعتبار النتائج الكارثية لانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في صفوف التلاميذ كما بين المحاضر للشروق أن جهة قفصة تعتبر من الولايات الأولى في عدد التلاميذ المستهلكين لهذه الآفة القاتلة في ظل ظاهرة تراجع دور المؤسسات المدنية.
اهتمام بالأمراض المنقولة جنسيا
في اليوم الثاني للملتقى تدخل الدكتور الرويسي حول الأمراض المنقولة جنسيا «السيدا الأسباب وطرق الوقاية» وذكر أن 95% من حالات السيدا موجودة بدول العالم الثالث وأن 2,6 مليون شخص توفوا سنة 2006 وأن العلاقات الجنسية غير السليمة هي السبب الأول لانتشار هذا الداء إضافة إلى نقل الدم واستعمال الآلات الحادة خاصة أدوات الحلاقة ونبه الدكتور إلى أنه لا يوجد دواء فعال لهذا الداء وأن أحسن علاج هو الوقاية وأعطى أرقاما حول هذا المرض بالبلاد التونسية تشير إلى اكتشاف 112 حالة جديدة إلى حدود نوفمبر 2012 توفي منهم 9 أشخاص أما سنة 2011 فكان عدد الإصابات في حدود 1777 توفي منهم 549 شخصا كما صرح الدكتور الرويسي أنه سجلت بالبلاد التونسية 169 حالة لأشخاص أجانب (114 ليبيا و54 إفريقيا ولبناني واحد) وحذر الدكتور أن ما خفي من الأرقام غير المعلنة كان أعظم في ظل التكتم حول هذا المرض لاعتبارات اجتماعية وعائلية بالأساس.
الملتقى شهد كذلك تنظيم قافلة تحسيسية اتجهت إلى مدينة المظيلة أين تم تكوين ورشات عديدة موجهة إلى الشباب اهتمت بالتحليل الفوري للدم وورشة مع الدكتور سعيد النخلي حول أمراض السكري والسيدا والمخدرات مرفوقة بتنشيط الإذاعة الجهوية بقفصة فيما كان للمندوب الجهوي للأسرة والعمران البشري بقفصة الأستاذ إبراهيم مركيش مداخلة بعنوان عرض لمقاربة المثقف النظير في مجال الصحة الإنجابية والوقاية من السيدا.