من حكمة الله تعالى أنّ الإسلام بُني على ركنين عظيمين أساسيين. لا يتحقق وجوده و كماله و لا تظهر سماحته و آثاره إلاّ بهما؛ هما الإيمان و العمل الصالح. فالإيمان هو التصديق بوجود الله و بجميع صفاته و برسالة خاتم الرسل و الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم! أمّا العمل الصالح فهو انقياد المكلف بجميع جوارحه للقيام بما جاء في هذه الرسالة و ذلك بكفِّه عمّا نهت عنه، و قيامه بما أمرت به.. و في منطق الإسلام،فإن الدّنيا و الآخرة مرتبطتان عضويا و إجرائيّا! و مع أن الإيمان هو الركن الذي لا ينجو أي مكلف بدونه في الآخرة و لا يثاب فيها على شيء من صالح أعمال دنياه إلاّ به؛ فإنّ العمل الدنيويّ هو الضامن للنجاة و الفوز في الدنيا و الآخرة. إنّ المؤمن إذا ما قام بما أمر به لمصالح الدنيا غير متجاوز لحدود الله ليحصل من عمله على عيش كريم و محترم يجنّبه الحاجة و المهانة، ويصون به نفسه من البقاء عالة على غيره يكون قد أرضى الله تعالى! يقول الله تعالى:«يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه»(الانشقاق:6) ثم ألم يخلقنا رب العالمين لعبادته و العمل عبادة من العبادات(و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدوني)(الذاريات:56)
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه »(رواه البخاري) أليست اليد العليا خير من اليد السفلى؟! «و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين»(المنافقون: 8). فالعمل فرض عين :« و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»(التوبة:105) ألا يكره الله العبد البطال ؟!