يقول رسولنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد. إذا ما اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى» (مسلم: من حديث النّعمان بن بشير، 4/1999) إنّ الإسلام يجمع أتباعه ومعتنقيه على [الوحدة (...)
من المؤلم جدّا أن من المسلمين في هذا العصر من ظنّ هداه في هواه، وجرفته حضارة زائفة، شديدة الجذب والإبهار، تمثّل المادّة فيها الوسيلة والغاية وتقصي الإنسان كقيمة أولى، عليا، رفيعة وأساسيّة!! بالرّغم من ادعاء مفكّريها وفلاسفتها تأسيس [رؤية إنسانية (...)
لا أجمل ولا أروع ولا أصدق من قرآن السنّة بالكتاب: القرآن الكريم !! ولا ترتيب أبدع وأرقى من ترتيب المسببات على الأسباب ! وذلك ما يتجلّى بين الترجمة وحديث الكتاب. فإن الإمام البخاري قد وضع سلك هذا الكتاب المكنون بالاعتصام مفردا، ثم سلك فيه خمسة أحاديث (...)
أقرأ معي عزيزي القارئ هذه المقولة للكاتب الفرنسي Montaigne في القرن السادس عشر متحدثا عن المحبة: En l`amitié dont je parle , relation et familiarités se mêlent et seconfondent en l'autre d`un mélange si universel qu`elles s'effacent et ne retrouvent (...)
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والديه و ولده و الناس أجمعين» (رواه البخاري و مسلم).
إن حب المؤمن لنبيّه و رسوله صلى الله عليه و سلم لهو أنبل شعور يزكّي النفس و ينير القلب و ينمّي العقل (...)
يقول الكاتب الفيلسوف الفرنسي J.J.Rousseau في العقد الاجتماعي:
Le contrat social: «Tous ceux qui prennent tout à la société et qui ne donnent rien en échange sont des frippons»
وتقول الكاتبة الاجتماعية البريطانية Anna Franc
Laziness may appear (...)
من حكمة الله تعالى أنّ الإسلام بُني على ركنين عظيمين أساسيين. لا يتحقق وجوده و كماله و لا تظهر سماحته و آثاره إلاّ بهما؛ هما الإيمان و العمل الصالح. فالإيمان هو التصديق بوجود الله و بجميع صفاته و برسالة خاتم الرسل و الأنبياء صلوات الله و سلامه (...)
الأمة الإسلامية قسمان: قسم منها يفعل المعصية فإذا ما ستره الله، رجع إليه فعفا عنه، وهؤلاء هم مصداق قوله تعالى:{والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}. (...)
قال علماء التربية إنه يجب على المؤمن الفطن أن يعلم أبناءه الحياء من حال الصغر، وأن يتعهدهم بغرس الفضائل في نفوسهم قبل أن يكبروا.
ولله در القائل: إذا المرء أعيته المروءة ناشئ ** فمطلبها كهلا عليه عسير
ولعمري أننا في زمان قل فيه الحياء، وغاض من عديد (...)
مما ينبغي الاشارة اليه هوأن لا نفهم أن الحياء خلق ممدوح في كل الأحوال، بل هوكالحلم، له أوقات يحسن فيها، وأوقات يذم فيها، ولا يحسن! فليس من الحياء في شيء أن ترى المنكر يرتكب جهارا، ولا تنكره على فاعله،
استحياء منه، ولا أن ترى الحق يضيع أمامك، ولا (...)
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت».
اتفقت الشرائع كلها، وتتابعت كلمات الأنبياء والرسل، من عهد آدم عليه السلام، إلى صفوة الخلق محمد بن عبد الله عليه (...)
في كلية الحقوق لجامعة الصربون وبدعوة من لجنة الحقوق في المجمع الدولي للقانون المقارن وخلال شهر جويلية من سنة 1951، انعقد في باريس (أسبوع الفقه الاسلامي) لتبين ودراسة أصالة التشريع الاسلامي ومدى مسايرته للمنطق الحكيم وللفطرة السليمة ولأصول الأخلاق (...)
كثيرا ما ذكر الفقهاء والحكماء الأخلاق دون أن يحددوا ماهيتها فبعضهم يشخصها من خلال صفة، والآخر من خلال آية قرآنية أو حديث نبوي شريف ويفسرونه بمظهر من مظاهر السلوك، وقد يصل مدلوله أحيانا عند الحكماء إلى ما يسميه أفلاطون «مثالا» وفي هذا الصدد يقول حنا (...)
تمثل أقوال الصحابة المصدر الثالث لتفسير القرآن الكريم. فمن لم يجد التفسير في القرآن نفسه ولا في السنة النبوية رجع الى أقوال الصحابة،- فانهم أدرى بذلك كما شاهدوه، وللأحوال التي اختصوا بها، ولمعرفتهم بأسباب النزول، لما لهم من الفهم والعلم،ولا سيما (...)
قال السيوطي: «وقد اعتنيت في كتابي: أسرار التنزيل ببيان كل قراءة أفادت معنى زائدا على القراءة المشهورة».
{وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا. أشهدوا خلقهم، ستكتب شهادتهم ويسألون} (الزخرف:19)
فهو يراها أقوى من التفسير لأنها مروية عن كبار (...)
الوجوه هو استعمال اللفظ الواحد في عدة وجوه من المعاني، والسياق هو الذي يبين المعنى على التخصيص. ومن ذلك مثلا:«النبأ والأنباء» في القرآن، فهي بمعنى الأخبار إلا قوله تعالى:«فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون» (القصص:66) فإنها بمعنى الحجج (...)
إن القرآن الكريم يعد أهم مصدر لتفسير كلام الله
ومن تفسير القرآن بالقرآن:
حمل المجمل على المبين فيه ليفسر به كقوله تعالى:{فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} (البقرة:37)
فسر الكلمات بقوله تعالى: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا إن لم تغفر (...)
إن أسمى ما يطمح إليه من رام تفسير القرآن الكريم أن يوفق إلى إبراز هدفه، والكشف عن مقاصده، وإنارة مسالك فهمه، باعتباره قبل كل شيء كتاب هداية كما أخبر بذلك منزله سبحانه وتعالى:{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن (...)
جاء في السنة العطرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها» (رواه احمد وابن ماجه). وقرأ قوله تعالى: «إنني أنا الله لا إلاه إلا أنا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري. » ( طه 14)
واستدل على قسمة المال المشترك بطريق (...)
إن علماء المسلمين قد اتفقوا على المصادر الأساسية للتشريع الإسلامي وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، واختلفوا في مصادر تكميلية من حيث اعتبارها من الأدلة والأصول تستقل بالكشف عن الحكم الشرعي وهي الاستحسان والاستصلاح والعرف وسد الذرائع والاستصحاب (...)
نقل الصفدي في تأليفه «الغيث المنسجم في شرح لامية العجم» أن علماء الأمة وأئمتها أجمعوا واتفقوا أن سيوف الحق أربعة:
الأول سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشركين.
الثاني سيف أبي بكر في المرتدين
والثالث سيف علي بن أبي طالب في الباغين.
والرابع سيف (...)
روعة القرآن في صدقه على مدى الأزمان المتطاولة ذلك أن ما يأخذه الناس من الحقائق الاجتماعية والمسائل العلمية والفلسفية بالتسليم في زمانهم قد يظهر في الأزمان الموالية ما يبطل تلك المسلمات وينقض ما انبنى عليها من النظريات .
في القرآن كثير من أمور (...)
فضل هداية الوحي وحكمته إن من يتبعها ينتفع بها سواء علم وجه المنفعة فيها أم لا وأما حكمة البشر فلا ينتفع بها إلا من فهمها واقتنع بصحتها وهو سبحانه اعلم من كل حكماء خلقه بما ينفع البشر و بما يضرهم والله يعلم و انتم لا تعلمون.
ولولا أن المسلمين لبسوا (...)
بين لنا القران الكريم ان مشيئة الله في خلقه افرادا و مجتمعات تنفذ حسب سنن حكيمة في السلم و الحرب: سنن خاضعة لإرادة الله تتصل فيها الأسباب و المسببات فلا تتغير أو تتحول محاباة لأحد من الناس لأنها محور عدل الله و حكمته في تدبير الأمور :سنة الله التي (...)