احتضنت دار الثقافة ابن خلدون المغاربية صباح أمس أربعينية المفكّر التونسي الراحل، الدكتور محمد المسعود الشابي. جمعت الأربعينية بعض زملائه ورفاق دربه في النضال السياسي، وبعض أفراد عائلته ومنهم نجله حازم الشابي . نجله ألقى كلمة بالمناسبة عبّر خلالها عن سعادة أفراد عائلة الفقيد بهذا الاحتفاء الخاص بوالده احتراما لفكره ولنضاله السياسي وتجدر الإشارة الى أن أربعينية المناضل والمفكّر محمد المسعود الشابي نظمتها مؤسسة ابن خلدون للنشر والترجمة بالتعاون مع حركة البعث والجبهة الشعبية الوحدوية.
ويذكر ان مؤسسة ابن خلدون للنشر والترجمة، كانت قد نشرت آخر أعمال الفقيد، والمتمثل في كتابه «نحو تأصيل نظرية استراتيجية عربية» الذي تحدث فيه عن الهيمنة الأمريكية والقضية الفلسطينية واهتم باستراتيجيا حوار إسلامي قومي. وكذلك الوحدة المصرية السورية.
وعديد المواضيع التي تهم فكره وتنظيره ككاتب وسياسي.
هذا وقد اختار المنظمون التعريف بالفقيد عبر وضع كتابه المتحدث عنه سلفا أمام الزوّار لاقتنائه فضلا عن عرض بعض صوره وأبرزها كانت مع الشهيد صدام حسين في مكتبة بالاضافة الى بعض مؤلفاته الأخرى ومنها «عروبة وإسلام» و«المغرب العربي على مفترق الطرق».
شهادات
وفي الواقع الاحتفاء بالفقيد الدكتور محمد المسعود الشابي كان في لقاء شبه عائلي، تضمّن شهادات بعض أفراد عائلته على غرار السيد بلقاسم الشابي والسيد عثمان عمايرية والسيد عزالدين القوطالي.. جلهم تحدث عن النضال السياسي للفقيد وخاصة سجنه حيث كان أول ضحايا النظام البورقيبي، في أحداث 1967 كما جاء على لسان السيد عزالدين القوطالي الذي تحدث كذلك عن فرار الدكتور محمد المسعود الشابي في تلك الفترة من السجن والتحق سرّا بالجزائر وانتقل بمساعدة الدكتور عثمان سعدي الى بغداد.
وأبرز المتحدثون عن الجانب السياسي في حياة الفقيد وسعيه الى خلق نوع من الانسجام بين الحركة القومية العربية والحركة الاسلامية كما عاد بعضهم الى نضالاته في القيادة القومية لحزب البحث. عموما تعددت الشهادات مع حضور طفيف للتأبين وكأنه اعلان على عدم رحيل الفقيد فكريا وثقافيا وسياسيا او هو تخليد لشخصه المفكّر.
شعر
ومن الحاضرين في أربعينية الدكتور محمد المسعود الشابي زوجته السابقة، وابنة عمه الشاعرة فضيلة الشابي التي اختارت ان تشارك العائلة والأصدقاء الاحتفاء بالفقيد عبر قراءتها لقصيدتي «لا نهاية للتاريخ» و«الاختيار» من ديوانها «السؤال فجر يسافر» وفي قصيدتها «لا نهاية للتاريخ» تقول الشاعرة فضيلة الشابي:
«زلزلة التاريخ هشمت الكرسي الشاغر في الحديقة زحزحت الآلة التي تشدّ القلب الى الحياة حركة التاريخ غيّرت مواقع الوجه والقفا لوّنت الأرض حركة التاريخ تلتهم نهاياتها أما البدايات فإنها للتلاشي لا تاريخ للنهاية لا نهاية للتاريخ»