قالت مصادر عسكرية في مالي أن متمردين إسلاميين شنوا هجوما مضادا ببلدة ديابالي بوسط البلاد أمس ،و هددوا ب «ضرب عمق فرنسا» ردا على الضربات الفرنسية. أعلن قيادي إسلامي متشدد في شمال مالي أن فرنسا فتحت أبواب الجحيم على كلّ الفرنسيين من خلال العملية العسكرية التي تشنها في البلاد. وقال عمر ولد حماها في مقابلة مع إذاعة (أوروبا 1) إن «طائرات ميراج قصفت جاو (شمال) وهي على ارتفاع 13 ألف متر، فلينزلوا على الأرض إن كانوا رجالاً، سنستقبلهم بذراعين مفتوحتين».
وأضاف «فرنسا فتحت أبواب الجحيم أمام جميع الفرنسيين»، وتابع «لقد وقعت في فخّ أخطر بكثير من العراق وأفغانستان والصومال، وهذه ليست إلا البداية».
من جهتها، هددت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ب«ضرب عمق فرنسا» ردا على عمليتها العسكرية التي بدأتها الجمعة للقضاء على مقاتلي الجماعات الإسلامية المتطرفة شمال مالي، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد.
وقال أبو دردار القيادي في حركة التوحيد والجهاد في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من باماكو أمس ان «فرنسا هاجمت الاسلام، وسنضرب فرنسا في الصميم»، متوعدا باستهداف مصالح فرنسية «في باماكو وفي افريقيا وفي أوروبا».
ورفض أبو دردار اعطاء حصيلة للغارات الفرنسية على مواقع الاسلاميين المسلحين. وبشأن مصير الرهائن الفرنسيين السبعة المحتجزين في منطقة الساحل، قال أبو دردار «سنصدر بيانا حول الرهائن».
وأكد شهود عيان ان الاشتباكات جارية بين الجيش الحكومي والإسلاميين الذين بدأوا التسلل الى المنطقة الليلة قبل الماضية، دون ورود معلومات حول الخسائر من الجانبين.
تأتي هذه التطورات بعد سلسلة هجمات شنتها الطائرات العسكرية الفرنسية على المسلحين في مدينة غاو شرق مالي، ووسعت من غاراتها إلى عمق مناطق المتمردين. وذكرت قوات الأمن المالية أمس أن أكثر من 60 إسلاميا قتلوا في هجوم جوي فرنسي على معقل المتمردين في غاو.
هذا وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن الاسبوع الماضي تعزيز الإجراءات الأمنية في فرنسا تحسبا لعمليات انتقامية بسبب مشاركة القوات الفرنسية في عمليات في مالي والصومال، مؤكدا عدم وجود أي مصالح ذاتية فرنسية من عملياتها في هذا البلد الأفريقي.
وأكد ألكسي فينينكو كبير الباحثين في معهد دراسات قضايا الأمن الدولي بموسكو ل«روسيا اليوم» انه لا يستبعد أن تتعرض فرنسا لهجمات ارهابية رغم الاجراءات الأمنية المكثفة التي تعهدت السلطات باتخاذها.