بعد أن أقامت 12 شهرا في «لوزاكا» وغسلت أحزان الزمبيين الذين سقطت طائرتهم في تسعينات القرن الماضي شدت الاميرة الافريقية الرحال باتجاه جنوب افريقيا بحثا عن عريس جديد شرط أن يكون كامل الأوصاف. يبدو أن الحسناء الأغلى في افريقيا (الفائز باللقب يتحصل على 1.5 مليون دولار) أصبحت تعشق «المكافحين» والمجتهدين بما أن مدرب زمبيا وهو الفرنسي «هارفي رينار» نجح في كسب ودها العام الماضي وأصبح أشهر مدرب في القارة السمراء بعد أن كان بالأمس القريب عامل نظافة وقد تفعل الأميرة الأمر نفسه مع جنوب افريقيا التي تحتضن انطلاقا من اليوم فعاليات النسخة 29 من كأس افريقيا للأمم، ونقول هذا الكلام لأن الأميرة الافريقية «كافأت» عام 1996 «مانديلا» ومنتخب «الأولاد» على «كفاحهم» وصبرهم لعدة عقود وهو ما يشكل حافزا أكبر في هذه النسخة لتكرار الانجاز نفسه خاصة وأن منتخب «البافانا بافانا» تعوّد على معانقة الابداع عندما يلعب على أرضه وأمام جماهيره بدليل أنه تحصل على التاج الافريقي عندما احتضن البطولة القارية عام 1996 كما أنه أنهى مشاركته في المركز الرابع في كأس القارات عام 2009 التي أقيمت أيضا في جنوب افريقيا.
بعيدا عن صاحب الارض يوجد ثلاثة فرسان عرب وهم تونسوالجزائر والمغرب وقد تذوق كل منتخب منهم طعم التربع على عرش الكرة الافريقية في مناسبة واحدة (تونس 2004) و(الجزائر 1990) و(المغرب 1976) وتطمح المنتخبات الثلاثة الى تشريف العرب في هذا العرس القاري الذي يغيب عنه «الشقيق الأكبر» وسيد افريقيا في سبع مرات وهو منتخب «الفراعنة».
من جانبها تريد «النجوم السوداء» (غانا) أن تتلألأ مجددا في سماء القارة السمراء بما أن أحفاد «أبدي بيلي» لم يتوجوا باللقب منذ عام 1982 وتسعى «الفيلة» الى دهس الجميع وطرد النحس الذي رافق زملاء «دروغبا» في نسختي 2006 و2012 كما يحلم أكثر من منتخب باستعادة المجد الضائع مثل أثيوبيا بطلة افريقيا عام 1962 وكذلك «الفهود» (الكونغو الديمقراطية) الذين توجوا باللقب القاري عامي 1968 و1974 وتريد نيجيريا العودة بقوة على الساحة القارية وتسعى منتخبات أخرى الى احداث المفاجأة والفوز باللقب للمرة الاولى في تاريخها مثل الطوغو وأنغولا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وقد يكتفي بعضها بتدوين اسمه في دفتر المشاركين وحفظ ماء الوجه فحسب كما هو الشأن بالنسبة الى الوافد الجديد على «الكان» وهو منتخب الرأس الاخضر.
في الختام لا نعرف إن كانت الأميرة ستختار عريسا جديدا في هذه الدورة ويحق فيها قول المتنبي «إذا غدرت حسناء وفت بعدها» أم أنها ستمدد إقامتها مجددا في «لوزاكا» بجوار الرائع كالوتشا بواليا (رئيس الجامعة الزمبية) وأبنائه لتتواصل الأفراح للعام الثاني على التوالي في زمبيا؟