قالت روسيا إنها بدأت في مطلع الأسبوع أكبر مناورات بحرية لها منذ سنوات. وقال محللون إن موسكو تستعرض «عضلاتها العسكرية»، وتكشف عن اهتمامها بما يحدث في سوريا، حيث تحتفظ موسكو بقاعدة بحرية مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ثماني سفن حربية على الأقل من الأساطيل الروسية في الشمال وبحر البلطيق والبحر الأسود، تشارك في المناورات التي ستجري في البحر المتوسط والبحر الأسود.
وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحفي لوزارة الدفاع الروسية انها «تشارك في أكبر تدريبات قتالية خلال العقود الاخيرة سفن حربية تابعة لاساطيل البحر الاسود والبلطيق والشمال، وهي طراد «موسكفا» الصاروخي، والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات «سيفيرومورسك»، وسفينتا الحراسة «سميتليفي» و»ياروسلاف مودري»، وسفن الانزال الكبيرة «ساراتوف» و»ازوف» و»كالينينغراد» و»الكسندر شابالين»، بالاضافة الى عدد من السفن الخاصة وسفن التموين والطيران بعيد المدى والقيادة الرابعة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي».
وفي وقت سابق قال مصدر دبلوماسي عسكري ان سفينة الانزال الكبيرة «آزوف» تتوجه نحو ميناء طرطوس السوري، بعد ان تزودت بالمعدات الحربية اللازمة ووحدات من مشاة البحرية الروسية. ووصلت السفينة الى بحر ايجه، حيث ستنضم الى السفن الحربية الروسية الموجودة هناك.
وفي هذا السياق اوضح قسطنطين سوكولوف نائب رئيس اكاديمية القضايا الجيوسياسية ان هذه المناورات لها دور رادع مثلما كان للقوات الروسية التي نشرت عام 1999 في بريشتينا باقليم كوسوفو الصربي الذي يسعى الى الانفصال، حفاظا على الاستقرار بالمنطقة اثناء النزاع هناك.
وقال أندريه فرولوف، وهو خبير بحري في جماعة كاست البحثية العسكرية في موسكو، قال الأسبوع الماضي، إن التدريبات هي لتذكير الغرب بصلة روسيا بسوريا.
وأعلنت روسيا رفضها مراراً للتدخل الأجنبي في الانتفاضة السورية، وظلت روسيا الحامي الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد طوال الانتفاضة المستمرة ضد حكمه منذ 22 شهراً، وهي أيضاً أكبر مورد له بالسلاح له.
وتستأجر موسكو منشأة بحرية للصيانة والإمداد في ميناء طرطوس السوري.
وصرح مسؤولون روس بأن التدريبات التي تشارك فيها أيضاً سفن أخرى معاونة وطائرات بعيدة المدى هي الأكبر من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدر الليلة الماضية إنها ستستمر حتى 29 جانفي .وفي وقت سابق من الشهر، دشنت أول غواصة من طراز جديد ستعتمد عليها موسكو لعقود قادمة كقوة نووية استراتيجية.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة بناء القوة البحرية الروسية بعد فترة انكماش أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.