«تحية الى السلفيين» جاءت من أكثر من نائب من حركة النهضة, خطابات مشحونة وتحريضية تبناها البعض ورفضها آخرون, وحديث عن مؤامرة تُحاك ضد الشرعية بتنصيب حكومة تكنوقراط, كانت هذه العناصر أهم ما ميز جلسة الأمس في التأسيسي الحديث عن مؤامرة. وقال نائب المجلس التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية احمد نجيب الشابي ان اغتيال المناضل شكري بلعيد لحظة فارقة في الحياة الوطنية في تونس, واشار الى انه كان يمكن ان يؤجج المواجهة في المجتمع التونسي وننزلق الى العنف ,واضاف ان من عاش فترة التسعينات يعرف ما حصل في الجزائر التي خسرت مئات المليارات ومئات الالاف من الضحايا الابرياء.
كما قال الشابي «يمكن ان تضيع تونس بين ايدينا اذا لم نحتاط» وشدد على ان الخطب الحماسية غير مطلوبة ,واضاف ان رئيس الحكومة بعد الاغتيال اعلن انه تخلى عن المشاورات مع الاحزاب وسيشكل حكومة تكنوقراط والحزب الجمهوري استحسن الامر لكن هناك كتل نيابية اخرى لم توافق ,واشار الى ان كتلة حركة النهضة قد ترى ان حكومة تكنوقراط اقصاء لها من الحكم.
التطرف في الخطاب
اما عن الشرعية فقال ان المجلس التأسيسي هو حجر الاساس في الحكم وانه بالرغم من الهنات والاخطاء فهو الاطار الوحيد الذي يصبغ الشرعية بناء على التنظيم المؤقت للسلط العمومية ,وعن مبادرة الجبالي قال ان رئيس الحكومة امس التقى عددا من الاحزاب وهو يتوقع رفض مشروعه وان حصل ذلك سينقل كل شيء الى رئيس الجمهورية الذي سيلتقي كل الاحزاب مرة اخرى واذا ما وقع توافق يراعي الشرعية والحقائق السياسية وخاصة منذ ماحصل في اغتيال شكري بلعيد ستتشكل الحكومة .اما نائب المجلس التأسيسي عن نفس الكتلة محمد ناجي الغرسلي فقال ان الخطاب المتطرف من هنا وهناك هو الذي وفر الارضية التي استغلتها اطراف معينة لاغتيال شكري بلعيد واضاف «كفانا تراشقا بالتهم».
تجمعي يدعم مبادرة الجبالي
في حين قال نائب المجلس التأسيسي عن العريضة الشعبية اسكندر بوعلاقي وان حمادي الجبالي اصبح «باندي» لا يستشير حزبه ولا أي حزب اخر وتساءل لماذا يستشير رئيس الحكومة كل السفراء, وختم كلامه بالقول ان مسؤولا كبيرا في حكومة بن علي اتصل بالعريضة الشعبية وطلب منها ان تصوت مع مبادرة الجبالي ولكنها رفضت المبادرة و الان ظهر من هو مع الأزلام.
اما امال عزوز نائبة المجلس التأسيسي عن حركة النهضة فقالت انه من المؤسف ان يتحدث النواب اليوم عن الحرب الاهلية والتآمر على الشرعية وأشارت الى ان هناك اليوم من مازال يتعامل تحت تأثير الصدمة من الانتخابات الفارطة ,اما عن العنف قالت انه بدأ بالاعتداء على النائبة سعاد عبد الرحيم واحداث سليانة وسيدي بوزيد ثم 6 فيفري ,واعتبرت ان عديد الاطراف باعت دم المناضل شكري بلعيد في المزاد ,واضافت ان هناك من قال ان الفاشية الدينية لا تذهب الا بالدم ومن قال هذا أستاذة جامعية كانت تقوم بمحاضرات في فلسفة التحول ووجهت رسالة الى بقايا النظام السابق «اقول لبقايا النظام السابق تامروا على النهضة كما شئتم لكن لا تتامروا على الشعب».
تحية الى السلفيين
اما كمال بن عمارة نائب المجلس التأسيسي عن حركة النهضة فقال ان هناك ترويكا اخرى تتمثل في منظرين تجمعيين و النقابات والاخراج التلفزي وهي ترويكا يمكن ان تفشل حتى اليابان, ثم اضاف «اتشرف اني كنت مع السلفيين في بنزرت لولاهم لتم احراق تونس» اما كمال عمارعن نفس الكتلة فقال يجب معاقبة من يتركون اماكنهم ويذهبون الى البلاتوهات ,في حين قال محمد الحامدي رئيس الكتلة الديمقراطية ان السيد المسيح قال «انتم ملح الارض» فلا تفسدوا هذه الارض وطالب النواب بالتريث وترشيد الخطاب, وقال «لا يجب ان تكون خطاباتنا من جنس العيارات الثقيلة او النيران الصديقة فاول الحرب كلام» واشار الى انه لم يكن متحمسا للمجلس التأسيسي لكنه يدافع عنه الان ,اما عن مبادرة الجبالي فقال استمعت الى كثير من الخطابات المنفلتة سياسيا وتفضي الى القول بان هناك مؤامرة وعرابها حمادي الجبالي ,وهومازال رئيس الحكومة والامين العام لحركة النهضة وتساءل ,لماذا لا نساند مبادرة الجبالي ؟
18 مسودة للدستور
اما نائبة المجلس التأسيسي عن حركة النهضة سنية بن تومة فقالت أن بورقيبة بقي 3 سنوات ليكتب الدستور وكان بمفرده, وتساءلت كم يلزم الفسيفساء السياسية في المجلس حتى تكتب دستورا, كما اشارت الى ان دستور 1959 جاء بعد 18 مسودة ونواب المجلس التأسيسي الحالي مازالوا في المسودة الثانية ,اما النائب احمد السميعي من نفس الكتلة فقال ان السلفيين يقومون باعمال خيرية وينظفون البلاد وهم لا يهددون بالخطر او العنف والميليشيات هم من حرقوا مقرات حركة النهضة.
اما النائب عن الوطنيين الديمقراطيين منجي الرحوي فوجه مداخلته في شكل رسالة الى المناضل المغتال شكري بلعيد قال فيها ان بلعيد ساهم في الاطاحة بالنظام السابق و نجاح الثورة ,وطالب بحل رابطات حماية الثورة واصدار قانون لتجريم التكفير والتخوين, واضاف ان لديه كثير من الشكوك في حيادية التحقيق في اغتيال شكري بلعيد, وان ثبتت فسيتم اللجوء الى جهات اخرى ,اما عن الشرعية قال ان لا شرعية تعلو فوق الشرعية الثورية للشعب ,واضاف ان المجلس التأسيسي اصبح مدعاة للقرف و الاشمئزاز المجلس اصبح سوقا للبيع والشراء تباع وتشترى فيه الوظائف الحكومية .