"المنجي الرحوي": "الشعب تقيّأ هذا المجلس" تواصلت أمس أشغال الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي والمخصصة للنظر في الشأن السياسي للبلاد وتواصل معها تباين الآراء والمواقف، بل إن هناك نوابا من كتلة «النهضة» صعّدوا في موقفهم تجاه مبادرة رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي على غرار النائب كمال بن عمارة الذي قال «لن نترك المجلس التأسيسي إلا أمواتا»، مدافعا عن شرعية هذا المجلس وشرعية الحكومة. وقد أصرّ نواب كتلة «النهضة» على رفض الحركة لمبادرة حمادي الجبالي وتأكيدهم على الشرعية والتذكير بأن الشعب انتخبهم، حيث دافع النائب كمال عمارة بشدة عن شرعية المجلس وأكد أنهم أخذوا عهدا على كونهم سيدافعون عن شرعيته وأنهم لن يتركوه إلاّ أمواتا. الانقلاب على الشرعية؟ من جهتها اعتبرت النائبة حليمة داود عن كتلة «النهضة» أن الفشل ليس فشل الحكومة وإنما فشل المعارضة التي لم تنجح في أن تكون معارضة وطنية فالتجأت للانقلاب على الحكومة على حد تعبيرها وأضافت أن المعارضة تفضل التنقل بين الاحتجاجات على ان تقوم بواجبها في المجلس مشيرة إلى أنها اختارت ان تكون ضد الحكومة والشعب. زياد الدولاتلي ومختار اللموشي ذكرا النواب بالتجربة الجزائرية واعتبر الدولاتلي ما حدث في الجزائر انقلابا على ارادة الشعب ليحل محله الحكم العسكري وحذر التونسيين من سيناريو مماثل. لتتصاعد اللهجة أكثر مع النائبة سناء المرسني التي قالت «للأسف بدل أن نترك لأجهزة القضاء مهمة الكشف عن جريمة اغتيال شكري بلعيد بدأنا بتراشق التهم»، لكنها أشارت في ذات السياق إلى ضلوع الأحزاب الشمولية في عملية الاغتيالات على مدى التاريخ مذكرة باغتيال ستالين الشيوعي لتورتوسكي واغتيال الحبيب بورقيبة الدستوري لرفيق نضاله صالح بن يوسف. كما اعتبرت «العزف» على سنفونية تحييد الوزارات هو مرض وحقد على الشعب والوطن، مشيرة إلى أن الأحزاب التي تدعو إلى تحييد الوزارات تقول القول ونقيضه مذكّرة بوقفة بعض النواب أمام المحكمة عند محاكمة عميد كلية، وتحريض نقابي على قتل الاسلاميين، كما توجهت بحديثها إلى النائب عن الكتلة الديمقراطية العميد الفاضل موسى واتهمته بمنع الطالبات المحجبات من دخول الكلية، لتختم حديثها بتساؤلات «ساخرة» حول تشكيل حكومة تكنوقراط قائلة «ربما معارضة تكنوقراط أو نقابة تكنوقراط»، توجهت في النهاية بتحية للسلفيين الذين أثبتوا حبهم لتونس على حد تعبيرها. حق الرد العميد الفاضل موسى رد على اتهامات النائبة النهضوية سناء المرسني، وأشار أنه من السهل إلقاء الاتهامات، مبديا استغرابه لعدم التقاء النائبة به آنفا لتسأله حول هذه المسألة بطريقة متحضرة، واصفا خطابها بالخطاب المتشنج، وأضاف أن حقيقة ما وقع يوم الاثنين هو أنه تم الاتصال بالطلبة وفتح معهم في كل الاقسام حوارا حول ظاهرة العنف، علما وأن اتحاد طلبة تونس فرع كلية العلوم القانونية كان قد أصدر بيانا نفى فيه وجود مثل هذه الممارسات. وتجدر الإشارة إلى أن الكتلة الديمقراطية ردت من جانبها على مداخلات نواب كتلة حركة «النهضة»، حيث أكدت كل من النائبتين ريم محجوب ونادية شعبان على فشل الحكومة في تبني مبادرة سياسية لتجاوز الأزمة الحالية وأشارت النائبة نادية شعبان إلى أن تونس تعيش ازمة ثقة وامكانية الخروج منها ممكنة لكنها أكدت أن بعض الاطراف ترفض ذلك. من جهتها أقرت النائبة ريم محجوب بأن المجلس لم يقم بواجبه وهو المسؤول عن هذه الضبابية، وأضافت أن المجلس فشل في أن يكون ممثلا للشرعية داعية اياه إلى تعديل أولوياته. كما أكد أحمد نجيب الشابي أن مبادرة رئيس الحكومة يجب أن تحظى بالتوافق. نواب كتلتي المستقلين الأحرار والتكتل أشاروا بدورهم إلى دعم الكتلتين لمبادرة الجبالي واستغرب طارق العبيدي عن كتلة التكتل اعتبار البعض مساندة الجبالي وكأنها كفر أو شرك. ورفعت الجلسة بمشادات كلامية جلسة الأمس وكأنها وضعت شرعية المجلس الوطني التأسيسي في الميزان بعد تشكيك بعض النواب فيها ومن ورائها في شرعية الحكومة، في حين دافع البعض الآخر عن هذه الشرعية بكل بسالة ليضطر العربي عبيد رئيس الجلسة إلى رفعها بعد دخول النواب في مشادات كلامية عندما قال النائب عن حزب الوطنيين الديمقراطيين منجي الرحوي إن الشعب تقيأ هذا المجلس، مما أثار غضب نواب كتلة «النهضة» حيث انتفض النائب عن كتلة النهضة عبد القادر القادري من مكانه واعتبر أن في ذلك مسا من شرعية المجلس، لتتطور المشادات الكلامية ويتدخل العربي عبيد معتبرا أن في كلام الرحوي قذفا وسبّا للنواب ورفع بعد ذلك مباشرة الجلسة.