أعلنت دمشق أمس عن استعدادها اجراء الحوار مع كافة أطراف المعارضة السورية سواء منها الناشطة في الداخل أو الخارج مبدية قبولها التفاوض مع المعارضة المسلحة الأمر الذي رفضته الميليشيات المسلحة مجددة مطلبها برحيل الرئيس بشار الأسد. أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس عن استعداد دمشق لاجراء محادثات مع المعارضة، بما فيها المعارضة المسلحة، قائلا: «جاهزون للحوار مع كل من يرغب بالحوار، بما في ذلك من حمل السلاح، لأننا نعتقد أن الاصلاح لا يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار».
اتهام لجبهة «النصرة»
وقال المعلم في مؤتمر صحفي في موسكو: ... اليوم «جبهة النصرة»، وهي أحد أفرع «القاعدة»، هي الطرف الرئيسي الذي يقوم بأعمال ارهابية في سوريا مشيرا الى أن هذه «الجبهة» جذبت مقاتلين من 28 دولة، بما فيها من الشيشان».
وتقدم المعلم بالشكر للقيادة الروسية على موقفها من النزاع السوري، قائلا ان ذلك الموقف يقرب آفاق التسوية السلمية للأزمة. في هذه الأثناء, أعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في تصريح خاص لقناة «الميادين» أن «وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيصل الى طهران في زيارة خاطفة تستمر لساعات بعيد زيارته للعاصمة الروسية موسكو»، مؤكدا أن زيارة المعلم «تأتي استكمالا لبحث سبل حل الأزمة السورية، وبحث المستجدات الدولة والاقليمية المتعلقة بهذه الأزمة، اضافة لبحث التغييرات في مواقف الدول ذات العلاقة بالأزمة». رفض
وفي رده على دعوة قائد الديبلوماسية السورية وليد المعلم, أكد ما يسمى برئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس أمس الاثنين ان المعارضة المسلحة ترفض الجلوس الى طاولة الحوار قبل تخلي الرئيس بشار الاسد عن السلطة وقبل وقف «كل أنواع القتل» و«سحب الجيش» من المدن. وقال ادريس في اتصال هاتفي مع قناة (العربية) الفضائية: «لم نتلق هذا الطرح بشكل رسمي ولا نثق بالنظام.. النظام السوري قد يتنصل من أطروحاته.. نريد ان يقدم هذا العرض بشكل رسمي برعاية وضمانات (...) ثم نعرضه على القيادة وندرسه».
وشدّد على ضرورة ان تكون هناك «اسس واضحة للحوار ومن اهمها بحسب قوله «ان يكون هناك قرار واضح باستقالة الرئيس بشار الأسد وتخليه عن منصبه، وبتقديم القادة الامنيين وقادة الجيش الذين اعطوا اوامر بالقتل الى المحاكمة». وفق قوله. وذكر أن الحوار يجب أن يكون على «تسليم السلطة».
بدوره، جدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب من القاهرة استعداه للحوار مع النظام، متهما اياه برفض مبادرته حول هذا الموضوع.
وأضاف الخطيب « النظام هو الذي رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة (...) هو الذي عطل المبادرة التي كان فيها ربما مفتاح خلاص للشعب السوري كله». وفي تقييمه لتصريحات الخطيب، اعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي ان موسكو تلاحظ في الفترة الاخيرة بعض التطورات الايجابية في مواقف المعارضة السورية التي لا تستبعد امكانية الاتصالات السياسية مع الحكومة السورية.
وقال غاتيلوف في تصريح خاص لوكالة «ايتار تاس» الروسية أمس «المعارضة تطرح شروطا معينة لاطلاق الحوار، ولكن عدم رفض هذه الامكانية (للحوار) الآن بحد ذاته يشير الى ان المعارضة تعيد التفكير في تقييم الوضع».