رغم مرور أكثر من أسبوع عن انطلاق عملية تعقب ومطاردة المتهم باغتيال الشهيد شكري بلعيد وهو المدعو كمال بن الطيب القضقاضي المعروف باسم شكري، فإن إيقافه لم يتم بعد وهو ما زاد من التخمينات والتأويلات. زيارة «الشروق» لجهة الكاف لمتابعة الوضع أكدت حتمية واحدة وهو حالة الاستنفار القصوى وتواصل عملية تمشيط المرتفعات الجبلية المتاخمة للحدود التونسية الجزائرية وسط تأكيدات على أن فرضية وجود المشتبه به وتحديد رقعة تحركه مؤكدة رغم أن تخمينات عدد من المواطنين تعتقد في أنه ربما غادر خلسة الحدود التونسية نحو الجزائر وهو ما نفته مصادر أمنية، اذ أكدت بأنه لم يغادر الحدود التونسية، ومازال يتحرّك داخل المجال التونسي.
عملية التمشيط التي أمّمتها وحدات من الحرس الوطني والجيش مرفوقة بعدد من طلعات التمشيط الجوية لمروحية تابعة للجيش الوطني شملت عدة مناطق جبلية مثل جبال الطويرف قرقور ورغة ساقية سيدي يوسف غابة الدير الحزيم غابة وادي ملاق والتي ورغم التضاريس القاسية فإن الوحدات الأمنية كانت حاضرة بامتياز في عملية تمشيط و مراقبة على مدار 24 ساعة.
نريده حيا
مصادر أمنية أكدت على أن الوحدات الأمنية بمختلف التشكيلات المنتشرة في عديد النقاط سواء عن طريق التمشيط أو عن طريق نقاط العبور وخاصة بالمناطق الغابية تحسبا لإمكانية تسلل المشتبه به نحو القطر الجزائري الشقيق حريصة كل الحرص على القبض عليه حيا وتقديمه للقضاء.
فرضية شبكة ارهابية
مرور أكثر من أسبوع عن عملية التعقب والمطاردة بين الغابات الكثيفة والوعرة تطرح فرضية وجود عصابة ومجموعة كاملة يقودها المشتبه به وهو ما تؤكده المدة الزمنية لأنه إذا كان بمفرده فمن الصعب البقاء هذه المدة وهو ما يطرح سؤالا حول طريقة التزود بالمؤونة وكيفية التنقل خاصة والمناطق الغابية التي يفترض أن يكون بها المشتبه به كثيرة المغاور كما أن إمكانية التزود بماء وطعام الغابة يبقى حلا للمشتبه به كما للمجموعة.
عمل مواز
بالتوازي مع عملية المطاردة والتعقب والتمشيط لوحدات الحرس الوطني والجيش بجهة الكاف وبدرجة أقل بالمناطق الحدودية لجهة غار الدماء وسط فرضيات تفيد بوجود المشتبه به بجهة جندوبة بحكم أنها مسقط رأسه فإن عمليات سرية تتواصل من ذلك عملية مراقبة منزل والديه و عدد من أقاربه و إخوته على أمل الوصول إليه .
ابني مازال حيا
«الشروق» اتصلت بوالد المشتبه به السيد الطيب القضقاضي والذي أكد أنه ورغم انقطاع أخبار ابنه منذ سنة 2002 تقريبا فإنه وكوالد يؤكد إحساسه بأن ابنه لا يزال على قيد الحياة و أنه يشعر كذلك أنه لم يغادر أرض الوطن و أكد بالمناسبة أنه لم يستوعب بعد رواية قتل كمال للشهيد شكري بلعيد مؤكدا في ذات الوقت أنه إذا ثبت ذلك فليتحمل مسؤوليته ويأخذ القانون مجراه أما إذا كان مظلوما فالحق سيظهر.