مؤشرات عديدة سياسية وأمنية وعسكرية تؤكد أن شهر العسل بين القاهرةوغزة قد انتهى وأن الخلافات بين المؤسسة العسكرية و«حماس» بدأت تكبر في ظل العديد من نقاط الاختلاف والتباين بين الطرفين. حيث اعتبرت شبكة «إيه بي سي» الإخبارية الأمريكية أن الجيش المصري يمثل العقبة الحقيقية أمام زيادة التعاون بين نظام الإخوان المسلمين الحاكم الآن وحركة «حماس» ذراع الجماعة في قطاع غزة، والتي ينظر إليها القادة العسكريون على أنها خطر على أمن مصر.
مؤشرات تأزم
وقالت الشبكة إن الإفراج عن سبعة فلسطينيين بعد التحقيق معهم لتهديدهم الأمن القومي، لن ينهي التوتر الحالي بين الجيش وحركة «حماس»، التي تتهمها جهات مصرية بإثارة التوتر في سيناء وقتل جنود مصريين على الحدود.
كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن السلطات المصرية أفرجت عن الفلسطينيين بعد التحقيق معهم لعدة أيام عقب القبض عليهم في مطار القاهرة أثناء قدومهم من سوريا، وبحوزتهم وثائق وخرائط لمواقع حساسة في مصر، لكن القضية لم تنته حتى الآن ومازال الموقف معقدا وارتفعت حدة التوتر بين مصر وغزة للمرة الأولى منذ وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم.
وقد جاءت التحقيقات في وقت حرج للغاية، حيث كشفت مجلة «الأهرام العربي» مؤخرا عن تورط حركة حماس في استشهاد 16 جنديا مصريا على الحدود في أوت الماضي، واتهمت عناصر من الحركة بقتل الجنود انتقاما من الجيش.
وعولت حركة حماس كثيرا على نظام الإخوان المسلمين الجديد في مصر لتسهيل الحركة والحصول على دعم مصر وتحسين أوضاع القطاع، خاصة أنها عانت كثيرا إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي لم يعترف بشرعية حماس. لكن الجيش واصل عمله بهدم الأنفاق التي تحصل منها حماس على احتياجاتها الأساسية من الغذاء والوقود والأسلحة.
مخطط
في هذه الأثناء , كشفت مصادر أمنية مصرية مطلعة عن وجود مخطط لاغتيال بعض قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال تواجدها على الأراضي المصرية، لتأزيم العلاقة بين الجانب المصري والفلسطيني.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها: «إن جهاز الأمن المصري قام خلال الأسابيع القليلة الماضية، باستدعاء عناصر من «الأجهزة الأمنية السابقة» في قطاع غزة في إشارة إلى فريق محمد دحلان للاشتباه فيهم برصد وتعقّب عدد من قيادات «حماس» على الأراضي المصرية».
وأضاف أن هذا المخطط يهدف إلى إثارة الفتنة مع فلسطيني غزة، ودفع الأوضاع إلى نحو المزيد من التأزيم على الساحة هناك، خصوصًا أن مصر هي بوابة غزة الوحيدة حاليًا لحركة النشطاء الفلسطينيين وعبورهم، وفقا لوكالة «قدس برس».
يشار إلى أن وسائل الإعلام المصرية تشن هجوما شديدا على حركة «حماس» وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، وتتهمها بالمشاركة في موقعة «الجمل» وقتل الجنود المصريين في رفح العام الماضي، وهو الأمر الذي نفته الحركة جملة وتفصيلا، وتعهدت بمقاضاة تلك الصحف أمام القضاء المصري.