القاهرة (وات)- أكدت مصادر مصرية أن مباحثات أمنية جرت مؤخرا بين مصر ومسؤولين عن حركة حماس تم خلالها الاتفاق على وضع خطط أمنية تحسبا لمنع وقوع أية حوادث أو هجوم مماثل لما جرى في "مجزرة رفح" وخلف مطلع الشهر الجاري مقتل16 من قوات حرس الحدود المصريين. ونقلت صحف مصرية الجمعة عن ذات المصادر قولها ان وفد حماس خلال هذه المباحثات التي جرت مؤخرا بالقاهرة ضم أحمد الجعبرى القيادي البارز في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة والمستشار الأمني لرئيس الحكومة المقالة أيمن طه وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ،مبرزة أن الوفد الفلسطيني جدد التأكيد على حرص الحركة على التعاون من أجل التصدى لأية محاولات تسيء إلى العلاقة مع مصر. وتابعت أن هذه الزيارة تأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه بين المسؤولين المصريين والحركة بتشكيل لجنة أمنية مشتركة لمتابعة تحقيقات حادث رفح والعمل على استمرار عمل هذه اللجنة مستقبلا في إطار توثيق التعاون بين الجانبين. وتضمنت لقاءات الوفد الفلسطيني مع المسؤولين المصريين بحث العديد من القضايا وفي مقدمتها هجوم رفح ضد الجنود المصريين وقضية الأنفاق المنتشرة على الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية والتي دمر الجيش المصري معظمها في عملية استمرت لأكثر من أسبوعين. يشار إلى أن 16 من قوات حرس الحدود المصريين قضوا في هجوم استهدفهم من قبل من وصفتهم السلطات المصرية ب "جماعات تكفيرية" يوم 5 أوت الجاري وقام الجيش المصري على إثر ذلك بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق بشبه جزيرة سيناء لتعقب "جماعات إرهابية وإجرامية" تنشط في المنطقة وعلى طول الحدود مع إسرائيل. وعقب هذا الاعتداء أغلقت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الا انها عادت لفتحه أسبوعا بعد ذلك وشنت بالمقابل هجوما استهدف الأنفاق مع غزة والتي تتعدى 1200 نفقا تستعمل لأغراض تجارية وأيضا لتهريب الأشخاص والأسلحة والوقود. ويقدر حجم التجارة عبر أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر بنحو نصف مليار دولار سنويا وهي تمثل الشريان الرئيسي لإمداد القطاع باحتياجاته الرئيسية منذ فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على القطاع سنة 2007 عقب سيطرة حماس على الأوضاع في غزة.