بين قبري صالح بن يوسف والطيب السحباني شيد قبر الشهيد شكري بلعيد. هنا في روضة الزعماء بمقبرة الزلاج يرقد الشهيد بجانب عدد من زعماء تونس. أكثر من أربعين يوماً مرت على اغتيال الشهيد بلعيد ومازالت أكاليل الزهور تغطي ضريحه. وانت تدخل الروضة يعود بك الزمن إلى زمن النضال من أجل تونس حرة وآمنة. من باب سيدي بلحسن الشاذلي ومرورا بمقام الولي محمد الزلاج يأخذ الزائر طريقه إلى ضريح الشهيد شكري بلعيد. وقبل الولوج إلى ساحة روضة الزعماء يعترضك العلم المفدى يرفرف. هذا العلم الذي ضحى من اجله هؤلاء الذين لا يعرفون معنى كلمة «الخوف» ولا «الجبن».
مع أحمد التليلي والباهي الادغم والمنجي سليم والطيب المهيري وصالح بن يوسف ويوسف الرويسي والطيب السحباني وحسين التريكي وري الشهيد شكري بلعيد الثرى بعد رحلة من النضال الوطني من اجل إعلاء صوت الحق ودفاعا عن الحرية والكلمة الحرة. وجوده إلى جانب الزعماء اعتراف له بالزعامة والشهامة.
حماية متواصلة
قبالة تربة محمد المنصف باي ترابض سيارة الجيش الوطني التي تأمن الحراسة لقبر الشهيد منذ اليوم الأول من دفنه. فقد تواترت بعض التهديدات بنبش القبر والاعتداء عليه. بل طالبت بعض الأطراف المتشددة بعدم دفنه في مقابر اسلامية واتهامه بالكفر والإلحاد. لكن اعوان الجيش الوطني كالعادة مجندون لخدمة الوطن وأبنائه.
زيارات مستمرة
لا يزال قبر الشهيد شكري بلعيد يستقبل وفودا من الزوار من داخل تونس وخارجها. فبالامس زار عدد من المواطنين من مدينة الرديف الضريح لإلقاء نظرة وفاء واعتراف بالجميل للشهيد. كيف لا وشكري بلعيد من أبرز المدافعين عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي. ففي الوقت الذي خيرت فيه الأغلبية الصمت تسلح بلعيد بالجرأة وواجه النظام السابق.
الزيارات لم تنقطع هذا ما أكده ل«الشروق» حارس المقبرة علي السهيلي مؤكدا أن الزوار من مختلف الشرائح العمرية. فمن لم يعرف الشهيد عن قرب سعى إلى الوقوف على قبره للترحم على روحه. وللوقوف لحظة تأمل على رجل ذي قامة سياسية وحقوقية مثل شكري بلعيد.
مقبرة الزلاج المنسوبة إلى الشيخ عبد الله محمد بن عمر تاج الدين الزلاج ولئن اعتبرت مقبرة تاريخية وعرفت باحتضانها للشهداء ولاعلام تونس في العهد المعاصر فإنها ستزداد شهرة للأجيال القادمة باحتضانها ضريح اول ضحية اغتيال سياسي منذ ما يزيد عن 60 سنة. وسيسجل التاريخ يوم 6 فيفري 2011 بأحرف من ذهب. ولن يمحى ذلك التاريخ من ذاكرة كل تونسي حقوقي أو سياسي أو مواطن عادي. وسيظل اسم شكري بلعيد رمزا للحرية والعدالة الاجتماعية.