اعتبر قادة الاحزاب المكونة للجبهة الدستورية ان مستقبل تونس لن يكون من دون دساترة مؤكدين انهم سيعملون على تجميع الدساترة في حزب او تحالف واحد للمشاركة في النهوض بالبلاد.
أمضى قادة ستة احزاب دستورية في ندوة امس بيان تأسيس الجبهة الدستورية بحضور كل من محمد الصياح وصلاح الدين بن مبارك وعبد المجيد شاكر ونور الدين حشاد والشاذلي القليبي وعدد كبير من انصار الاحزاب المشاركة. وتولى الناطق الرسمي باسم الجبهة الدستورية طارق بن مبارك تلاوة البيان التأسيسي للجبهة وقدم قبل ذلك تعريفا للأطراف المشاركة بالقول «نحن دساترة ومنا من كان في الديوان السياسي ومنا من كان في اللجان المركزية ومن كان في جامعات الحزب ونعتز بذلك فنحن خريجي الجامعة البورقيبية التي بنت البلاد».
رغم محاولات الاقصاء
وتابع «نحن نعود رغم محاولات اقصائنا خلال الفترة الماضية لكننا عملنا بهدوء وبصمت ورغم تشتتنا على اكثر الاحزاب الا اننا متحدون في الرؤية والديمقراطية لا تبنى بالإقصاء ولا بالعزل وانما بالتنافس الشريف وباحترام قواعد اللعبة الديمقراطية». وبعد قراءة البيان التأسيسي قام بإمضائه كل من عز الدين بوعافية عن حزب الوحدة والاصلاح والصحبي البصلي عن حزب المستقبل ومحمد جغام عن حزب الوطن الحر وكمال مرجان عن حزب المبادرة وسامي شبراك عن حزب اللقاء الدستوري وحاتم اليحياوي عن حزب الحرية من اجل العدالة والتنمية. وفي كلمته قال محمد جغام رئيس حزب الوطن الحر ان الدساترة تربوا في مدرسة بورقيبة «التي علمتنا ان الدوام ينقب الرخام والآن سنعيد عشرات الآلاف ومئات الآلاف الى الحزب الدستوري الذي خطط له بورقيبة فنحن من بنى هذه البلاد التي لم تتركها فرنسا كما هي عليه الآن بل نحن من بناها». وأضاف «لماذا التوقيع الآن على بيان تأسيس الجبهة، هي استجابة لنداء الدساترة الذين طالبوا بأن نجتمع فهذا المشعل لن ينطفئ، هناك العديد من الاحزاب الدستورية التي تكونت لكنهم حاولوا تحطيمها وقانون الاقصاء الذي يريدون من خلاله اقصاء بعض الاسماء لكن هذه الجبهة ستبقى مهما كان الثمن وستعمل على تكوين حزب واحد». وأشار جغام الى ان البلاد تعيش حالة من الغموض خاصة في مستوى خارطة الطريق الى الانتخابات مضيفا انه «لا أحد يعرف الى اين تتجه البلاد وماهي حصيلة الفترة المنقضية منذ الانتخابات الماضية وكل المؤشرات تدل على ان البلاد تراجعت كما انه لم يصدر اي قانون بعد سواء قانون الانتخابات او غيره وهناك عملية يجب ان نقوم بها وان نساهم فيها وهي عملية انقاذ تونس».
مخاوف على السيادة الوطنية
وأكد رئيس حزب الوطن على ان الجبهة الدستورية يجب ان تتحالف مع كل من يشاطرها الراي في الوسطية والتسامح و«مهما كانت التكاليف نحن من سيعدل الكفة والانتخابات ستكون صعبة لكن نحن من سيعدل الكفة». ومن جانبه قال كمال مرجان ان حزب المبادرة سيكون طرفا فاعلا في بناء الجبهة وانه لن يمانع التحاق احزاب اخرى بها كما رجح امكانية اندماج عدد من الاحزاب في حزب واحد مشيرا الى ان حزبي المبادرة والوطن سيندمجان خلال الايام القادمة. ووجه مرجان عدة رسائل الاولى كانت للدساترة دعاهم فيها الى الاتحاد على اختلاف حساسياتهم واجيالهم «لان تونس مازالت في حاجة اليكم والى شعوركم الوطني والى تجربتكم في ميادين عديدة وليس في السياسة فقط والنتيجة لن تكون الا ايجابية». كما وجه رئيس المبادرة رسالة الى كل التونسيين «الصالحين» لتكون تونس حرة مستقلة وذات سيادة «ومع الاسف اليوم يجب ان ننتبه اكثر لسيادة بلادنا، رسالة الى كل التونسيين على اختلاف افكارهم مستقبل تونس لن يكون من دون الدساترة، انهم هم القادرون على منح تونس حقيقة ما بداخلهم». وفي الاتجاه ذاته قال رئيس حزب المستقبل الصحبي البصلي ان الشعب التونسي بعد الاطاحة بالنظام السابق بسبب استبداده كان يحلم بجملة من المبادئ لكنه فقدها اليوم «حتى اصبحت تونس مهددة في استقلاليتها واستقلالية قرارها والتونسي مهدد في حياته وعيشه وحتى في مفهومه للإسلام والعروبة اصبح مهددا» حسب قوله. واعتبر البصلي ان الوضع الذي يعيشه التونسيون اليوم غير عادي وان الاسر اصبحت اليوم بحكم ما بث من ضغينة غير قادرة على لم شملها واصبح الجميع متفرقين على حد تعبيره.