ثلاث حالات نفسية نعالجها في هذا العدد تتعلق الحالة الأولى بمشاكل عدم التركيز عند الأطفال والثانية تتمحور حول توتر العلاقة بين الأم وزوجة الابن أما الحالة الأخيرة فيتمحور موضوعها حول الغيرة من المولود الجديد. الردود على هذه التساؤلات والاستفسارات يؤمنها لكم السيد منذر عفر معالج نفساني وسلوكي. * الحالة الأولى: ابنتي تبلغ من العمر 10 سنوات تدرس بالسنة الثالثة أساسي نتائجها المدرسية ضعيفة جدا تشكو من عدة صعوبات في الفهم والتركيز والحفظ ومنذ التحاقها بالمدرسة لم تحفظ وتستوعب شيئا مع العلم أنها لا تشكو من أي مرض أو تشوهات خلقية أو خلقية. سيدي ماذا أفعل لأتدارك هذه الوضعية الخطرة في حالة ابنتي؟ * آمال (بنزرت) * الرد الأول: سيدتي لو أجرينا اختبارا للذكاء على ابنتك لاتضح أنها تشكو حسب روايتك من تخلّف ذهني درجة ثانية مما جعلها غير قادرة على استيعاب المعلومات لعدم امتلاكها الوسائل والقدرات الذهنية الكافية لتحليل المعلومة وفهمها ثم حفظها في الذاكرة طويلة المدى. فالاستفادة الوحيدة من وجودها في الوسط المدسي هي عملية الاندماج لكن هذا غير كاف لتنمية مداركها العقلية. ننصحك سيدتي بادماج ابنتك في مؤسسات مختصة سواء حكومية أو خاصة تعتني بهذا الصنف من الأطفال وتهيئهم للحياة الاجتماعية والمهنية على أسس علمية صحيحة. * الحالة الثانية: أنا امرأة متزوجة منذ 10 سنوات أحب زوجي واحترمه أنجبنا ثلاثة أبناء مشكلتي الوحيدة تتمثل في والدة زوجي التي تعيش معنا تحت سقف واحد منذ خمس سنوات، تتدخل في كل شؤون البيت وتسبب لنا أحيانا بعض المشاكل والازعاج حاولت فهمها لكن لم أقدر. انصحني سيدي كيف أتصرف معها؟ * سميحة (باجة) * الرد الثاني: كلما تقدم الانسان في السن كلما تراجعت مداركه العقلية المسيرة لجميع سلوكاته التي تجعل عملية الاندماج العائلي والاجتماعي صعبة وغير ممكنة في بعض الأحيان. وهذا المصير هو مسلك كل انسان لذا وجب تفهم كل انسان يعيش هذه الفترة وهذا الوضع. لذا انصحك سيدتي بالتقرب منها أكثر وفهمها واعتبريها والدتك أو طفلا من أطفالك في حاجة إلى رعايتك وحنانك وحين تغيرين أنت سلوكك تجاهها فستتغير هي. وعندما تحسين بالتعب والارهاق خاصة النفسي انصحك بالابتعاد ولو لفترة وجيزة عن المنزل لتجنب الانفعالات وردود الفعل العنيفة التي تؤثر على حياتك العائلية. * الحالة الثالثة: ابني يبلغ من العمر 10 سنوات منذ ولادة اخويه التوأمين أصبح متقلب المزاج، سريع الانفعال والغضب نهتم كثريا باخوته ولم يعد يكترث بالدراسة حاولنا فهمه ومسايرته لكن لم نستطيع. ما العمل سيدي؟ * سعاد (منوبة) * الرد الثالث: ابنك كان ينتظر أخا يقاسمه أفراحه وأوقات فراغه ويملأ حياته دفئا وحنانا. فالمفاجأة (ونعني ولادة أخوين توأمين) كانت صعبة ولم يتقبلها بسهولة نظرا لعدم نضجه الذهني والاجتماعي. ابنك أصبح لديه اخوة هذه الوضعية الجديدة أفقدته وعيه وتوازنه وتركيزه الذي أصبح موجها لا للدراسة ولكن لفهم واستيعاب هذه الوضعية. هذا التغيير أثر سلبا على مزاجه الذي أصبح متقلبا. ننصحك سيدتي بتفكيك هذا اللغز وتفسير هذه الوضعية الجديدة لابنك بأسلوب سلس وطريقة سهلة وإعانته معنويا وماديا على استعابها. حمليه مسؤولية الاعتناء باخوته في بعض الأحيان لتقريبه منهم وربط خيوط المحبة والتواصل بينهم.