تقدمت فتاة في السابعة عشرة من عمرها في احدى ليالي الأسبوع الفارط الى مركز الأمن بمدينة المهدية معلنة أنها تعرّضت الى عملية اغتصاب بعد ان حوّل شاب وجهتها لكنها اضطربت في رواياتها. أولى أعوان فرقة الشرطة العدلية بالمهدية الموضوع ما يستحق من عناية. وانطلقت الأبحاث حثيثة لتقصّي الحقيقة وقد لاحظ المحققون حالة الاضطراب التي كانت عليها الفتاة وتضارب أقوالها وتعدد الروايات التي سردتها على مسامعهم فعملوا على تهدئتها والاستماع اليها. فأكدت لهم أنها غادرت محل سكنى والديها منذ يومين وتحوّلت الى العاصمة حيث التقت صديقا لها هناك كانت تعرّفت اليه في مناسبة سابقة تغيبت فيها عن أسرتها أكثر من ثلاث أيام. رواية أولى زعمت الفتاة لرجال الشرطة انها انقطعت عن العمل بأحد المصانع بإرادتها وقررت التحول الى العاصمة دون علم والديها لزيارة عشيق لها كانت قد تعرّفت اليه في مناسبة سابقة. ولما كانت تهيم على وجهها بين شوارع العاصمة دون وجهة محددة. اقترب منها وجاذبها الحديث وسعى الى كسب ودها واطمئنانها. فارتاحت اليه وأخبرته أنها فرّت من أسرتها لكثرة المشاكل ولسوء التفاهم الدائم بين أبويها. بقيت الفتاة مع هذا الشاب مدة ثلاثة أيام ثم عادت من جديد الى أهلها ومقر اقامتها بالمهدية. وقد رفع والدها شكوى ضد هذا الشاب دون ان يستطيع اثبات التهمة عليه اذ ان الشاب أنكر مواقعته للفتاة مؤكدا انه تعرف اليها ولما علم بصغر سنّها لم يواقعها ومازالت أطوار هذه القضية جارية. رواية ثانية بعد ان وجهت الفتاة تهمة مواقعتها غصبا الى الشاب المقيم في العاصمة سرعان ما تراجعت عندما لاحظ الباحث آثار اعتداء حديث عليها. فواجهها بذلك حينها تراجعت بمحض ارادتها عن أقوالها السابقة وصرّحت أنها حين فرّت من منزل والديها دون علمهما، ظلت تتشرد في أماكن مختلفة الى ان التقت شابا في العشرين من عمره وهو عامل نقي السوابق. فاسترعى انتباهه حالة الضياع التي كانت عليها بين أنهج مدينة المهدية فاستدرجها للحديث وتعرّف اليها وتوطدت العلاقة بينهما فعرض عليها مواقعتها فقبلت ذلك واصطحبته عن طيب خاطر الى حضيرة بناء حيث افتض بكارتها وأخلى سبيلها دون اي تهديد او اكراه. الا ان الفتاة قد خيرت التوجه نحو مركز الامن لتدّعي تعرضها للاغتصاب وتقدّم روايات متضاربة ومختلفة خوفا من عقاب أسرتها. وبجلب الشاب الى مركز الامن والتحقيق معه اعترف بمواقعته للفتاة برضاها.