قضت هيئة دائرة الاستئناف الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت مؤخرا بسجن شاب في عقده الثاني من العمر مدة 5 سنوات بعد ان قتل صديقه في جلسة خمرية كانت جمعت بينهما قبل سنة ونيف في احدى المناطق الريفية بولاية بنزرت. وكانت محكمة الدرجة الأولى سلّطت عليه عقوبة مدتها 10 سنوات بعد ادانته بارتكاب جريمة القتل العمد مع سابقية القصد. وكانت النيابة العمومية اصدرت في احد ايام السنة الماضية انابة عدلية بعدما تلقت مكالمة هاتفية مفادها العثور على جثة شاب (20 سنة) تحمل آثار عنف بمسلك فلاحي بمنطقة فلاحية تابعة لإحدى معتمديات بنزرت وتولى بمقتضاها اعوان الحرس الوطني ثم قاضي التحقيق البحث في ملابسات هذه القضية وتحوّلوا الى مكان الواقعة حيث تمت معاينة جثة الهالك فتبيّن انها تحمل آثار عنف جلية وبعد مدة قصيرة توصل المحققون الى حصر الشبهة في شاب (24 سنة) من اجوار الهالك لكنه انكر ما نسب اليه نافيا ان يكون قد تعمّد قتل الهالك وصرّح بأنه في يوم الواقعة وحوالي الساعة الثانية بعد الزوال اشترى من احد الدكاكين قوارير بلاستيكية صغيرة الحجم من الكحول وقارورتين زوجاجيتين من المشروبات الغازية وعلبة سجائر وقليلا من البسكويت ثم توجه مباشرة الى مكان رعي ابقاره وقام بمزج القوارير ببعضها وشرع في احتساء المزيج بمفرده قرب حيواناته وصادف ان مرّ الهالك بجانبه وكان يمسك بدوره بقارورة صغيرة تحتوي على مشروب غازي ممزوج بالكحول فشاركه الجلسة ثم اقترب الهالك من المظنون فيه فجأة وحاول الاعتداء عليه مما جعل الشاب يستنكر هذا الانقلاب المفاجئ في سلوك صديقه فخيّر الانسحاب، لكن الهالك سدد له لكمة على مستوى رأسه عندها التقط المظنون فيه حجارة متوسطة الحجم كانت قربه وسدد بها لخصمة ضربة على مستوى رأسه من الجهة اليسرى. وتركه على تلك الحالة ثم عاد الى منزل عائلته وخلد للنوم. وفي اليوم الموالي انتشر خبر القتل فأعلم والدته بأنه هو الذي ضرب الهالك ثم قدّم نفسه الى مركز الحرس بالجهة، وتبيّن من خلال التقرير الطبي ان سبب وفاة الهالك ناتجة عن التعنيف. ومثل المتهم مؤخرا امام انظار دائرة الاستئناف بمحكمة الاستئناف ببنزرت، وأعاد تصريحاته السابقة المصرّح بها لدى باحث البداية وقاضي التحقيق كما دافعت عنه محاميته بما رأته صالحا ومفيدا وبعد الاستماع الى جميع الاطراف قررت هيئة المحكمة الحط من العقوبة الى 5 سنوات سجنا.