هذه القضية عائدة من التعقيب وقد نظرت فيها هيئة الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت بتركيبة قضائية مغايرة تورط فيها شاب من أجل قتل نفس بشرية عمدا وكانت محكمة الدرجة الاولى قد أدانته في الطور الابتدائي وقضت بسجنه مدة 13 سنة غير أنه طعن في الحكم بالاستئناف ليقع الحط من العقاب الى 4 سنوات سجنا فقط واعتبار الافعال من قبيل الضرب والجرح الناجم عنه الموت فقامت النيابة العمومية بتعقيب هذا الحكم ليقع النظر في القضية من جديد امام هيئة محكمة الاستئناف بتركيبة قضائية مغايرة. جثة هامدة جدت وقائع هذه الجريمة خلال سنة 2004 بجهة بنزرت وراح ضحيتها كهل يبلغ من العمر 49 سنة على يد صديقه حيث اتفق الطرفان على الالتقاء في شقة هذ الاخير لقضاء ليلة ماجنة هناك لكن الهالك افرط في استهلاك المشروبات الكحولية وتناول معها الاقراص المخدرة مما جعله يتصرف تصرفات صبيانية لا تليق بشخص في مثل سنه ثم طلب من المتهم أن يخرج الى الشارع ويشتري له اقراصا مخدرة فرفض المتهم لكن الهالك ألح عليه في مطلبه حينها توجه اليه المتهم ووضع يده على رقبته وطلب منه أن يلتزم الهدوء ثم سحب يديه فسقط جثة بلا حراك. ولما تأكد المتهم بأن صديقه فارق الحياة جره من المكان الذي كانا جالسين فيه ووضعه على الأريكة استعدادا لابلاغ اعوان الأمن لكن الهالك أصيب بجرح على مستوى رأسه وبعد الاعلام عن الجريمة باشر المحققون الابحاث واستطاعوا كشف خفاياها حيث تبين أن الهالك يعاني من ضغط الدم ورغم ذلك فانه تناول كمية هامة من الاقراص المخدرة والمشروبات الكحولية اضافة الى عملية الخنق كل هذه العوامل عجلت بوفاته في الحين رغم أن المتهم تمسك في كامل مراحل البحث بالبراءة حيث أكد أن الهالك سقط عرضا على الارض جثة بلا حراك جراء حالة السكر التي كان عليها والادوية المهدئة التي كان تحت تأثيرها وقد جاء في تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة ناجمة عن انحباس الهواء والاختناق. المحاكمة خلال جلسة المحاكمة رافع الدفاع عن منوبه واكد انه بريء من تهمة القتل المنسوبة اليه لأن المجني عليه لم يكن في حالة طبيعية وكذلك لم يتم العثور على اثار عنف على جسمه مما يؤكد غياب اركان الجريمة وقررت المحكمة بعد المفاوضة بالترفيع في العقاب الى 15 سنة سجنا عوض 4 سنوات لثبوت ادانة المتهم في قتل الهالك بواسطة الخنق.