بخطوات ثابتة ومتزنة يواصل المدرب الحبيب الماجري نحت مسيرة شبيبة في ثوب جديد متشبعة بالحماس والغيرة والانضباط والجدية... وقد انطلقت رحلة التألق مع هذا الفني الكفء منذ مرحلة الاياب بتحقيق نتائج جد ايجابية (تعادل في جرجيس، ترشح الى الدور ربع النهائي للكأس، فوز على اولمبيك الكاف في القيروان واخيرا انتصار ثمين للغاية خارج القواعد على فريق صعب المراس على ارضه وامام جمهوره ومتصدّر طليعة القسم الوطني (ب) ونعني به فريق اولمبيك مدنين) تؤكد قيمة وأهمية ما ينجزه الماجري الذي عرف كيف يتعامل مع ما توفر لديه من زاد بشري اغلبه من الشبان موظفا خبرته وما عرف به من دهاء وذكاء لفائدة هذه المجموعة الشابة. «الشروق» التقت المدرب الحبيب الماجري وحول وضع الشبيبة وحظوظها في الصعود اجرت معه الحوار التالي: * اشرفت على عديد الاندية في القسم (أ) على غرار النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى ونادي حمام الانف والاولمبي الباجي وغيرهم ففي اي اطار تضع تجربتك الجديدة مع الشبيبة؟ الشبيبة مدرسة كروية عريقة انجبت ومازالت عديد المواهب واحسن المدربين في الساحة كانوا يتمنون في وقت من الاوقات الاشراف على حظوظ الشبيبة، لذلك فإن هذه المدرسة تبقى قيمة ثابتة رغم نزول الفريق الى القسم الوطني (ب)... لقد كنت قاب قوسين من تدريب الشبيبة خلال موسم 8889 ولكن ظروفا خاصة حالت دون ذلك.* كنت على وشك تدريب فريق النجمة السعودي هذا الموسم... لكن عدلت عن ذلك في آخر لحظة... فماهي الاسباب؟ لقد حصل اتفاق بيني وبين مسؤولي فريق النجمة السعودي لتدريب الفريق وبعد امضاء العقد فوجئت بإدارة نادي النجمة السعودي تطالبني بالتخفيض في الراتب الشهري ومنحة امضاء العقد... فرفضت وعدت الى تونس قبل الانطلاق في العمل... * علمنا انك وضعت بعض الشروط قبل الموافقة على تدريب الشبيبة؟ لقد اتصل بي رئبس الجمعية السيد الهذيلي فيالة الذي عرض علي تدريب الشبيبة وقد تابعت في نفس الاسبوع المباراة التي جمعت الشبيبة بفريق نجم حلق الوادي والكرم في تونس وبعد التفاوض مع رئبس الشبيبة الذي جمعتني به اكثر من جلسة تناقشنا خلالها حول بعض النقاط والجزئىات شرعت في تدريب الفريق دون اي شروط مسبقة. * هل من توضيح حول هذه النقاط وبعض الجزئبات التي وقع الاتفاق حولها؟ اتفقنا على ضرورة السعي بكل جهد وبتضافر جهود جميع الاطراف لتجاوز التأخير الحاصل في مرحلة الذهاب وتحقيق نتائج افضل خلال مرحلة الاياب والمنافسة بجدية من اجل الصعود وبالتوازي مع ذلك سنعمل على تكوين وتحضير فريق قادر على تحقيق الصعود خلال الموسم المقبل اذا فشلنا هذا الموسم ولم يسعفنا الحظ لان فترة الانقاذ جاءت متأخرة نسبيا ورغم ذلك فكل شيء مازال ممكنا والشبيبة ستدافع عن حظوظها الى آخر لحظة. * ألم تطالب بانتدابات لتعزيز خط الهجوم؟ لا... لان الهيئة كانت تدرك نقائص الفريق وقد تحرّكت قبل قدومي وانتدبت في اطار الاعارة السينغالي «كامارا قانا» والايفواري «ابوكوني» والحارس فخري بن عثمان من النادي الافريقي هذه الانتدابت كانت ستحصل حتى وان لم اكن موجودا. * هل كنت تتوقع حصول هذه النتائج الموفقة الى حد الآن؟ النتائج الحاصلة جاءت ثمرة عمل جماعي بين جميع الاطراف من مسؤولين ولاعبين واطار فني واحباء، هنالك برنامج تم التخطيط له منذ بداية اشرافي على حظوظ الفريق اي قبل شهر تقريبا من انطلاق بطولة كأس افريقيا فأعددنا العدة على جميع المستويات وخططنا للظهور بوجه مغاير خلال مرحلة الاياب وتكوين فريق متكامل ومنسجم الخطوط يتميز بأداء جماعي وكذلك بالعزيمة والانضباط وحب الفريق. * هل هناك بعض العوائق التي مازلت تعمل على معالجتها؟ الفريق شاب بنسبة 90 وما يهمني هو الكيف وانا احرص على خلق الانسجام واللحمة بينهم للرفع من مردودهم لذلك اطالبهم بمزيد العمل... الفريق ينقصه لاعب محنّك يقود ويوجه العناصر الشابة كما ان المجموعة تفتقد الى النضج التكتيكي لذلك لابدّ من الصبر واعطاء الفرصة لهؤلاء الشبان لمزيد التألق حتى لا يتم حرق المراحل لذلك اقول ان المناخ الطيب والعمل الجدي والصبر عوامل اساسية لنجاح اللاعب. * قمت مؤخرا بإبعاد عديد العناصر عن فريق الاكابر... فماهي الاسباب؟ هنالك معطيات موضوعية لابدّ من احترامها وكذلك هنالك اختيارات واضحة فلا مجال للتسبب في التمارين او تسجيل الحضور ولا فرق عندي بين هذا اللاعب او ذاك الا بما يقدّمه من مردود... اللاعب الذي لا يفرض وجوده لا مكان له في المجموعة وابواب العودة تبقى مفتوحة متى استرجع مؤهلاته وراجع نفسه.. * بماذا تختم هذا الحوار؟ حظوظ الشبيبة مازالت وافرة وحسابيا كل شيء مازال ممكنا وهناك ما لا يقل عن ستة فرق حظوظها مازالت متساوية... مصير الشبيبة بين ايادي ابنائها لذلك لابدّ من التفاف جميع الاطراف وتشجيع العناصر الشابة حتى يكسبوا الثقة ويقدرون على اهداء الاحباء التتويج بالصعود.