تسعى شركة النقل بتونس الى تركيز حواجز متحركة وبوابات آلية بمحطات عربات المترو وبرشلونة وباب عليوة، الحبيب ثامر وحي الخضراء وأريانة ومانيلا وباب سعدون والانطلاقة، لمزيد تنظيم عملية دخول وخروج الحرفاء وللحد من ظاهرة اسمها «الترسكية». يقدر عدد حرفا (المسافرون) شركة النقل بتونس سنويا ب 130 مليون مسافر ويؤكد المدير التجاري لهذه الشركة السيد كمال البجاوي أن عدد محاضر المخالفات بلغت 90 ألف محضر فنسبة المخالفين نسبة ضيلة (أقل من 1 على كل 10 آلاف مسافر) مقارنة بالعدد الجملي للمسافرين (130 مليون مسافر). وبعملية حسابية نجد أن المخالف (المرسكي) الذي يدفع 20د لتسديد معاليم المخالفة هو في الحقيقة يدفع ثمن ما يساوي 533 سفرة، أما الذي يسدد معلوم المخالفة بعد فترة معينة ويدفع 25د فهو قد دفع بذلك ثمن ما يساوي 660 تذكرة. وتبقى هذه الحسابات تقريبية لكن المهم هو أن الترسكية وكما يؤكد ذلك السيد كمال البجاوي ظاهرة سلبية في مجتمعنا تعود الى قلة وعي بعض الركاب بأن وسيلة النقل هي في نهاية المطاف ملك لعموم المواطنين والكل مساهم فيها بصفة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة تماما مثل مساهمته في تحسين الطرقات. * فئة عمرية وعن الفئة العمرية للمخالفين ومستواهم الاجتماعي يوضح السيد كمال البجاوي أن أكثر نسبة من المخالفين هم من الفئات الشابة أتموا دراساتهم الجامعية وتحصلوا على إجازاتهم وبقوا يبحثون عن وظائف الشغل وإضافة الى مثل هذه الفئة التي قد تجد نفسها تحت ضغوطات مادية فإن البعض من المخالفين تتحوّل «الترسكية» عندهم الى مرض إذ يفضل الواحد منهم أن يشتري علبة سجائر أو قهوة على اقتطاع تذكرة. إن الترسكية قد ينجر عنها تتبعات عدلية للمخالف وعليه فإنه وجب أن يتحلى بقليل من الوعي وأن يضع في اعتباره أن وسيلة النقل ملك عمومي مشترك يجب المحافظة عليه. المختصون في علم النفس يرون في الترسكية شكلا من أشكال عدم الانضباط والتمرد على الحدود. يقول الاخصائي النفساني السيد عماد الرقيق: «لا أعتقد أن الترسكية نتاج لضغوط مادية لوحدها بل هو شكل من أشكال عدم الانضباط وعدم احترام القوانين والحدود. عدم الانضباط هذا تربت عليه شخصيات بعض الافراد منذ الطفولة ونشأ عندهم قلة الاحساس بالمسؤولية وأفرز شخصيات سلبية».