كشف السيد فريد الصقلي مدير اقليم الساحل الشمالي للبيئة «للشروق» عن أبرز المشاكل البيئية التي تتهدد ولايات اقليمتونس الكبرى (تونس واريانة وبن عروس ومنوبة) ونابل وبنزرت والتي تم حصرها في اطار ورشات العمل التي يجري تنظيمها لاعداد البرامج الجهوية للمحافظة على البيئة. وبين ان اكبر اشكال بيئي على الاطلاق هو تلوّث الهواء الذي تعاني منه العاصمة بالاساس والذي بدأ يمتد ويتوسع علي باقي ولايات اقليمتونس الكبرى نظرا لارتباطها العضوي ولكثافة تنقل الناس بينها. ويعود هذا الاشكال الى تطوّر اسطول العربات وتقادم جزء هام منه والى حالة الضغط والاختناق التي تعاني منها حركة المرور وما يتبع ذلك من ضجيج يرهق مسامع الناس ومن طوابير طويلة تخلّف الغازات السامة والضغط النفسي. وذكر السيد الصقلي ان مشكل بيئي آخر مطروح بمنطقة تونس الكبرى يتمثل في تكرر الفيضانات بسبب البناءات الفوضوية التي تحتل خاصة مجاري الاودية وضفاف السباخ مثلما هو الامر بالنسبة لسبخة السيجومي. كما تشكل هذه البناءات الفوضية التي تنتشر خصوصا في الجهات الغربية لولاية تونس بذاتها مشكلا بيئيا بما تسببه من اخلال بالجانب الجمالي والجانب العمراني لهذه المناطق. كما تعاني هذه المناطق من انتشار النفايات والمصبات العشوائية وفضاءات «الخردة» التي لها انعكاسات واثار سلبية على البيئة وعلى صحّة المواطنين. وفي اقليمتونس الكبرى ايضا الذي يمثل اكبر قطب عمراني واقتصادي ويضم قرابة ثلث سكان البلاد يطرح اشكال الفواضل والنفايات الصناعية وخصوصا في منطقة الشرقية 1 ومنطقة جبل الجلود. وبخصوص ولاية منوبة قال مسؤول وزارة الفلاحة والبيئة والموارد المائية انها ولاية حديثة ولا تواجه اشكالات بيئية كبيرة مثل بقية ولايات اقليمتونس غدا بعض الاراضي البيضاء التي تستعمل كمصبات للفواضل وانسداد مجاري بعض الاودية (وادي قريانة) الذي يتسبب في الفيضانات. ونبه من ناحية ثانية الى ضرورة الحفاظ على الاراضي الفلاحية السقوية الشاسعة بولاية منوبة واخذها بعين الاعتبار في المثال التوجيهي لتهيئة الولاية حيث يجب تفادي ظاهرة التوسع العمراني على حساب هذه الاراضي التي تقدّر بنحو 22 الف هكتار والتي تزوّد سكان اقليمتونس الكبرى بالخضر والغلال والفواكه خصوصا وان ولاية منوبة مقبلة على عملية اعمار وتوسع ستشمل احداث الفضاءات الصناعية والترفيهية والسكنية والجامعية. وأبرز السيد فريد الصقلي ان هناك تشابها كبيرا بين ولايتي بنزرت ونابل من حيث المقدرات الطبيعية التي تطغى عليها المساحات الغابية، والمائية الشاسعة والتي لم يتم استغلالها بالقدر الكافي وأيضا من حيث المشكلات البيئية المتمثلة اساسا في انتشار الاراضي البيضاء المليئة بالنفايات وفي تلوث بعض الشواطئ بسبب السلوك غير المسؤول لبعض المواطنين الذين يلقون بالفواضل في مجاري الاودية المتصلة بهذه الشواطئ. ويطرح مشكل تلوث الشواطئ باكثر حدة في ولاية بنزرت وتحديدا في منطقة الشاطئ الجميل.