أكدت عديد الدراسات النفسية أن الرجال يمرون بفترة مراهقة ثانية تكون في عمر الأربعين سنة. فالرجل يعيش حالات نفسية شبيهة بتلك التي يحسها ويعيشها في سنوات مراهقته الأولى. كما أكدت الدراسات النفسية أن الرجل يعيش الحب بنفس الاندفاع ويشعر بنفس توهج مشاعره كما لو كان لم يتعد بعد العشرين من عمره. «الشروق» طرقت الأبواب المغلقة واستمعت الى بعض الشهادات التي تحمل تفاصيل حب ما بعد الأربعين. وفي الحقيقة كان التردد واضحا على هؤلاء يمنعهم من سرد تفاصيل قصص حبهم الجديد لكنهم في النهاية أدلوا بهذه الاعترافات. السيد «س» تجاوز الأربعين ببضع سنوات يعيش قصة حب رائعة ورومانسية مع فتاة تصغره بعشر سنوات. يقول السيد «س» بعد فترة من الملل والاحساس بالرتابة مع زوجتي تسربت الى حياتي فتاة في عمر الزهور وجلبتني اليها رقتها وجمالها وحسن تعاملها مع زملائها في العمل ووجدت نفسي اهتم بها وأتابع تحركاتها طيلة عدة أشهر وظلت مشاعري تجاهها قوية وتزداد يوما بعد يوم الى أن صارحتها بمشاعري لكنها رفضتي لأنها على علاقة بشاب آخر ومنذ ذلك اليوم كتمت مشاعري وقررت أن أحتفظ بهذا الحب لنفسي وأن أستمتع به بيني وبين نفسي فقط». ويضيف السيد «س» «إن هذا الحب كان أروع من أي حب عرفته لكن للأسف لم يكن بمقدوري أن أحياه كما كنت أود». حب حقيقي يعترف السيد أحمد أن وقوع الرجل في الحب بعد الأربعين يعد نوعا من التنفيس والقطع مع حياته التي تتميز في العادة بالرتابة والملل فهو شخصيا عاش قصة حب بعد الأربعين ودام هذا الحب حوالي 15 سنة الى أن توفيت محبوبته بعد أن أصيبت بمرض عضال. ويرى السيد أحمد (متزوج وله ثلاثة أبناء) أن هذا الحب كان حبا حقيقيا لأنه كان خاليا من المصلحة باعتبار أن الطرفين لم يكونا مطالبين بأي التزام تجاه بعضهما البعض سوى احترامهما لمشاعرهما. ويصرح السيد أحمد أن هذا الحب اعطاه السعادة التي حرم منها طويلا ومنحه نوعا من الأمان والراحة النفسية التي لم يجدها من قبل عند زوجته ناهيك وأنه تزوجها بطريقة تقليدية. نزوة عابرة اذا كان عديد المستجوبين أكدوا أن الحب بعد سن الأربعين حب حقيقي يمكن أن يستمر حتى نهاية العمر فإن شقا آخر رأوا أن هذه المشاعر لا تتعدى كونها نزوة عابرة سرعان ما يتجاوزها الرجل ويعود إلى حب زوجته وأم أولاده. ويؤكد هذا الرأي السيد «ع» حين يروي قصته التي بدأت بانبهاره الشديد باحدى حريفاته وتطور هذا الاحساس ليصبح حبا لكن مع مرور بضعة أشهر وبعد أن أحس السيد «ع» بتلاعب الفتاة التي أحبها حتى خفتت نيران هذا الحب الأربعيني ليعود كما كان محبا لزوجته ومهتما بابنائه. وتأتي شهادة السيدة راضية في نفس السياق حيث روت تفاصيل علاقة زوجها العابرة باحدى معارفه فتقول «لقد أحسست بالغيرة تنهش قلبي بمجرد أن لمحت اهتمام زوجي بامرأة مطلقة، حاولت تكذيب نفسي في البداية إلا أن نظراتهما وطريقة كلامهما مع بعضهما البعض أكدت لي أن أمرا ما وقع بينهما. واجهته فاعترف لي باعجابه الشديد بها واتهمني بالتقصير في حقه فما كان مني إلا أن غادرت المنزل وبعد مرور شهر ونيف عاد زوجي وطلب مني العفو بعد أن سافرت حبيبته المزعومة الى الخارج فما كان مني أن غفرت زلته مراعاة لمصلحة أبنائي. مراهقة ثانية عادة ما يعمد الرجل إلى ربط علاقة عاطفية جديدة بعد تخطيه سن الاربعين بحثا عن شيء ما فقده خلال سنوات زواجه الطويلة ويمكن أن يكون تجديد شبابه وفزعه من حقيقة مفادها أنه أصبح غير مرغوب فيه من قبل بنات حواء تجعله يبحث عن حب جديد ليثبت لنفسه أنه ما يزال يافعا وشابا. ويقول السيد «ز» بمجرد أن تخطيت سن الأربعين أصبحت لدي رغبة في ربط علاقة عاطفية مع فتاة تصغرني بعدة سنوات وكان لي ما أردت فقد أغرمت بزميلة لي في العمل ودامت علاقتنا قرابة السنة لكن هذه المشاعر سرعان ما زالت بمجرد زواج الفتاة بشاب آخر. السيد «م» أكد أن ما يشعر به الرجل من حب بعد أن يتجاوز الاربعين أو حتى قبله يكون من باب مشاعر الاعجاب والرغبة في استعادة امجاد الشباب الذي بدأ يتولى مدبرا فترى الرجل يسعى من خلال ربطه لعلاقات عاطفية جديدة مع نساء وفتيات الى اثبات ذاته ورجولته والتأكيد على أنه ما يزال مرغوبا فيه من قبل بنات حواء.