تونس"الفجرنيوز"محمد الحمّار تحية طيبة:يسرني أن أعلمكم أن ندوة ستعقد في أواخر الشهر الجاري تحت إشراف وزارة التربية. بعنوان "الندوة الوطنية حول إصلاح المنظومة التربوية". لكن يسوؤني، كمدرس راغب في المشاركة في فعالياتها ومتقدم بمطلب للغرض، أن الإعلان عنها تم بصفة شبه متكتمة ( على صفحة الوزارة في موقع فايسبوك) وأنه حتى في حالة إرسال الراغبين مطالبهم فليس هنالك أي صدى عن أناس سيشاركون في الندوة بمقتضى دعوة تأتي كاستجابة لمطلبهم. لذا يحق التساؤل: من سيحضر الندوة، وعلى أي أساس، وأين المدرسون وهم المعنيون قبل غيرهم بأية عملية إصلاح، ولماذا لم تنشر قائمة في الأسماء التي قبلت مطالبها، ولماذا لا يتم تعليل الرفض بخصوص المطالب المرفوضة افتراضا؟. محمد الحمّار أستاذ اللغة والآداب الانقليزية/كاتب/باحث الندوة الوطنية حول منهجية إصلاح المنظومة التربوية 2012 تونس من 29 إلى 31 مارس شهد المجتمع التونسي ثورة عظيمة جعلت من قيم الحرية والعدالة والكرامة مطلباً شعبيّا ما فتئ يتجذّر ويتأصّل خاصّة لدى الشباب الذي كان دوره طلائعيّا في هذا الحدث التاريخي ولقد كشف سياق الثورة حجم التباعد بين مخرجات المنظومة التربوية وطموحات شعب يعلّق آمالا كبيرة على مدرسة وطنية عموميّة تكون أداة للانتقال الديمقراطي، وفضاء يتملّك فيه الشباب المعارف والمهارات والقيم، ويتدرّب على المواطنة ضمن أفق اجتماعي أرحب يؤمّن تنمية شاملة عادلة ومن أجل هذا المطلب عقدت وزارة التربية العزم على تنظيم ندوة وطنية حول منهجية إصلاح المنظومة التربوية، قصد رسم خارطة طريق تبلور خطوات واثقة في اتجاه تحقيق إصلاح عميق ينسجم مع غيره من الإصلاحات التي تقدم عليها بلادنا في مختلف القطاعات ويتناغم مع أهداف ثورتنا المجيدة ولمّا كان هذا هو الهدف الأساسي للندوة، فإنه يصبح من البديهي أن تكون منطلقا لحوار وطني شامل تشترك فيه مختلف الأطراف المعنيّة بالشّأن التربوي. وبهذا الحوار تأمل وزارة التربية إرساء تقاليد المشاركة الفعلية في بناء منظومة تربوية جديدة بعيدا عن الحسابات الضيّقة والمصالح الفئوية العارضة، ضمن وفاق يستوعب التنوّع والاختلاف وتحقيقا لهذه الغاية، فإنّه سيكون من بين المدعوّين إلى هذه الندوة المربون والمربيات من كلّ الأسلاك، والخبراء من أسرة التربية ومن المؤسسات الجامعية التونسية، إضافة إلى الأحزاب والمنظمات الوطنية ونقابات الأسلاك التربوية والجمعيات والأولياء وسائر المستفيدين بمن فيهم نخبة ممثلة لتلاميذنا وتلميذاتنا من مختلف الولايات وسنستأنس في هذه الندوة الوطنية ببعض التجارب الرائدة عربيا وأجنبيا، كما سنطّلع على التوجهات التي تبلورت لدى منظمات إقليمية ودولية مختصّة في شؤون التربية والتعليم وفي مقدّمتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة/ اليونسكو الهدف العامّ للندوة ضبط منهجية عمل لإعداد الإصلاح التربوي وذلك من خلال تشخيص واقع المنظومة التربوية تقييم الإصلاحات التربوية السابقة رصد أهم المقاربات الناجحة في مجال الإصلاحات التربوية محاور الندوة المحور الأوّل قراءة تقييمية في الإصلاحات التربوية السابقة نسائل ضمن هذا المحور التجارب الإصلاحيّة التونسية عن نجاحاتها وإخفاقاتها حتّى يتسنّى تشخيص مواطن القوة والوهن في الواقع التربوي الراهن ما الذي ترسّب من التجربة التربويّة بفعل المأسسة التي جرت مع قانون 4 نوفمبر 1958 ثمّ قانون جويلية 1991 وأخيرا القانون التوجيهي للتربية والتعليم لسنة 2002 ما الثابت في تلك التجربة وما صلته بالمتحوّل منها ضمن حركة المجتمع التونسي الفعليّة ورهاناته المتغيّرة؟ هل بقي فيها ما يمكن أن يُستعاد على نحو ما؟ ما الذي عطّل، على وجه الدقّة، الفعل التربوي عن تحقيق أغراضه؟ ما كيفيات هذا التعطيل وما آلياته...الخ؟ المحور الثاني التجارب الأجنبية والتوجهات الدولية والإقليمية في مجال إصلاح المنظومات التربوية نستأنس في هذا المحور بالتجارب التربوية الرائدة عربيا وأجنبيّا وبالمداخل والمقاربات المعتمدة في إصلاح المنظومات التربوية أيّة دروس وعبر يمكن استخلاصها من مختلف تلك التجارب والمقاربات بهدف توظيف الملائم منها في إصلاحنا التربوي المرتقب ؟ هل تحتاج تلك المقاربات إلى تنسيب؟ هل يحقّ أن نميّز فيها بين كوني يجمعنا مع روادها وبين خصوصي يميّزنا عنهم...الخ؟ المحور الثالث أية منهجية لإصلاح المنظومة التربوية نتخيّر في هذا المحور سبل التوجّه في إصلاح منظومتنا التربويّة إذا كان واقعنا التربوي قد بلغ درجة عالية من التركيب، وإذا كان الوهن قد طال أغلب مكوناته فهل يقتضي الحال ترميم ما فسد أم إعادة هيكلة المنظومة ككل؟ أيّة استراتيجيات علينا أن نعتمد في اتجاه تحقيق ذلك؟ أي مدخل وجب أن نختار: الخيارات الكبرى،الهيكلة الإداريّة، المناهج والمقررات، المقاربات والطرائق والأساليب، الكتب المدرسيّة، تكوين المدرسين وآلياته، التقييم وأدواته، الحياة المدرسية والزمن الدراسي، شبكة التعلّمات وضواربها، التوجيه المدرسي والشعب الممكنة وخاصة المسلك التقني أوالتكنولوجي في التعليم الثانوي ...الخ؟ أي دور لتكنولوجيات المعلومات والاتصال الحديثة في مستقبل منظومتنا التربوية ؟ ي دور للمجتمع المدني وللتربية على المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان في الإصلاح التربوي ؟ من أين نبدأ وبماذا ننتهي، وكيف نؤمّن تناسق المضامين الإصلاحية وانسجامها؟ المشاركة على الراغبين في المشاركة بمداخلة في هذه الندوة ملء الاستمارة المرفقة بهذا الإعلان وتوجيه ملخص لا يتجاوز 250 كلمة في أجل أقصاه 5 مارس 2012 ترسل الملخصات على العنوان الإلكتروني التالي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته 2012يتم إعلام المشاركين الذين تقبل ورقاتهم في أجل أقصاه يوم 10 مارس يستغرق تقديم كل مداخلة 20 دقيقة لغات الندوة : العربية والفرنسية والإنقليزية الحضور ستعمل الوزارة على تشريك أكبر عدد ممكن من المستفيدين والعاملين في القطاع إضافة إلى الجامعيين والخبراء وممثلي المجتمع المدني. ولتفعيل مشاركة جميع المهتمين بالشّأن التربوي خاصّة في الجهات، تعتزم الوزارة قبول المقترحات والأسئلة على صفحة الواب التي ستخصص للندوة. كما تعتزم الوزارة بثّ بعض فعاليات الندوة على صفحة الفايس بوك الرسمية للوزارة حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من المتابعين من التفاعل مع الندوة بتوجيه أسئلتهم ومداخلاتهم وتلقي الإجابة عنها من المحاضرين في الإبان.