كثر النعيق بأرض تونس وانبرى كلّ ينادي : "ها أنا ذا عنترا" كلّ مكين في المعارف فاهم والناس سقط من حثالات الورى كلّ غدا فيها زعيما جهبذا كلّ نبيّ قد أتانا من "حرا" هذا "خبير" ليس يبلغ شأوه فلتسمعوه وافقهوا ما أخبرا هذا عريف بالسياسة عالم لا علم إلا ما يقول وما يرى هذا "اقتصاديّ" ضليع فافهموا كيف المواطن إذ يباع ويشترى تغدو الحياة بفكره كجنائن بل والسحاب إذا تكلم أمطرا هذا سليل في الصحافة مخبر يدري الذي لم يجر بعد و ما جرى أنباؤه إفك ورجم منجّم أفّاق قول مفتر إن حبّرا نتن كمثل قمامة متملق واليوم ها قد جاءكم متعطّّرا هذا "حقوقيّ" لكم في صوته بوق لدى من قد طغا وتجبّرا يبتاع بالدينار كلّ ظلامة للدّرهم الرنّان عاش مناصرا من لقمة الإذلال ملّء بطنه واليوم ها هو بالشجاعة جاهرا هذا "نقابيّ" توضّأ من ضنى أهل السواعد فاغتدى متطهّرا ذا قسطه في"عين زغوان"الذي أضحى مثالا في النضال مسطّرا وضع الأيادي في أيادي من مضى فينا بحكم النار دهرا جائرا واليوم ها هو في المنابر صادح تلقى له في كلّ عطن حافرا هذا "المحلّل" عبقريّ قابع في كل ضوء ما أنارت "كامرا" ما انفكّ يلبس باطلا بحقيقة ما انفكّ في البهتان يمضي سافرا هذا "المفكّر" والخلائق تبّع فخذوا جميعا بالذي قد فكّرا من دونه كلّ العقول بليدة لولاه كان الفكر فينا مقفرا هذا"المناضل"لا نضال عدى الذي قد خطّ أو قد قال أوقد قدّرا لا ضير إن قد قيل :"هذا مناشد فبأيّ وجه قد أتانا مناظرا" هذا وهذا ثم هذا فانظروا كم سحنة تأتيكمو كم منظرا أصناف قوم في"التلافز"ما لهم غير افتراء أو جدال أو مرا كذب وإفك ديدن فاسأل بهم: "هل هؤلاء الناس ناس يا ترى" أبواق فسق أو فجور لم ير ذا الشعب منهم غير سخف أوهرا ووجوه سوء خبثها قد شانها حقّ لمن قد كان منها تطيّرا ما بينهم والشعب شوط بائن كالبون ما بين الثريّا والثّرى ما مثلهم إلا أسافل زمرة قد غرّهم ذا الشعب حين تصبّرا قد خال أمثلهم بجهل أنه للشعب لمّا أن تسافه مبهرا أبدى اللئيم على الحليم تطاولا أنّى يكون الحلم فيه زاجرا عبدالعزيزالمدفعي/وادي مليز/جندوبة