إتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس، القوات الحكومية السورية بأنها قصفت بالمدفعية وأسقطت قنابل من طائرات على أو بالقرب من 10 مخابز على الأقل في محافظة حلب على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، ما أدّى لمقتل وإصابة الكثير من المدنيين الذين كانوا يقفون لشراء الخبز.وقالت المنظمة ومقرها نيويورك، إن "الهجمات على أفضل تقدير عشوائية بشكل متهوّر ويبدو من عدد الوقائع المتكررة ونمطها أن القوات الحكومية كانت تستهدف المدنيين"، معتبرة أن "الهجمات العشوائية المتهوّرة والإستهداف المتعمّد للمدنيين، على السواء، من جرائم الحرب". وأشارت إلى أن إحدى الهجمات على مدينة حلب في 16 أغسطس/آب 2012 وقعت في حي قاضي عسكر أدّت إلى مقتل ما يناهز الستين شخصاً وإصابة أكثر من 70 آخرين، وأن هجوماً آخر وقع على المدينة في 21 أغسطس/آب أسفر عن مقتل 23 شخصاً على الأقل وإصابة 30 آخرين. وقال أولى سولفانغ، باحث قسم الطوارئ في "هيومن رايتس ووتش" الذي عاد لتوّه من حلب "يوماً بعد يوم، يصطف سكان حلب للحصول على الخبز لأسرهم، وبدلاً من الخبز تأتيهم الشظايا من قنابل وقذائف الحكومة تخترق أجسادهم. قصف 10 مخابز ليس مسألة عشوائية، ويُظهر عدم المراعاة التامة للمدنيين وربما محاولة استهدافهم". وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أسماء المخابز وتواريخ تعرّضها للهجمات وشهادات من أشخاص تواجدوا هناك في الهجمات، وقالت إن باحثيها زاروا 6 من هذه المخابز، وقال شهود على جميع هجمات المخابز إن الحكومة لم تقدّم أي إنذار. وقالت المنظمة إن المخابز العشرة تقع في أحياء أو بلدات لم تشهد قتالاً قبل الهجمات أو أثنائها، ونقلت عن شهود قولهم إنه في أغلب الحالات كان هناك عدد قليل من مقاتلي "الجيش السوري الحر" عند المخابز للحفاظ على النظام وللمساعدة في عملية توزيع الخبز، لكنهم لم يصابوا في أغلب الحالات. وأشارت إلى أنه في حالة واحدة، كانت هناك منشأة تابعة ل"الجيش السوري الحر" على مسافة 150 متراً تقريباً من المخبز، لكن لم تتضرر من الإنفجار، بينما في الحالات الخمس الأخرى التي حققت فيها "هيومن رايتس ووتش" لم تكن هناك أهداف عسكرية في منطقة الهجوم باستثناء قلة من مقاتلي "الجيش السوري الحر" الذين شوهدوا يحافظون على النظام في الطوابير. واعتبرت أن تواجد بعض مقاتلي "الجيش السوري الحُر" لدى المخابز لا يجعل هذه الهجمات قانونية، نظراً لعدد المدنيين الكبير المتواجد معهم. واتهمت المنظمة القوات الحكومية بعدم بذل جهد لاستهداف المقاتلين فقط أو لتقليص الضرر اللاحق بالمدنيين، معتبرة أن تواجد مروحية فوق المنطقة في بعض الحالات قبل الهجوم، يعني أن القوات النظامية كانت تعلم بتواجد المدنيين. وقال أولى سولفانغ "كل طيّار يُطلق عمداً صاروخ على طابور خبز يقف فيه مدنيون، وكل قائد يعطي هذا الأمر، لا بد أن يقفوا أمام العدالة على جرائمهم". ودعت "هيومن رايتس ووتش" روسيا والصين إلى وقف عرقلة تحرك مجلس الأمن من أجل حماية المدنيين في سوريا، وقالت إن على مجلس الأمن أن يحيل الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن يفرض حظر أسلحة على الحكومة السورية، وأن يتبنى عقوبات محددة الهدف ضد المسؤولين المتورطين في الإنتهاكات.