أنزل زجاج نافذة السيارة، أطلّ بوجهه الضاحك ناحيتنا، رفع يده الكريمة وأبرز منها السبّابة والوسطى!... رددنا ابتسامته بابتسامة أعرض منها!... تناقشنا فتجادلنا حول إصبعيه الكريمين!... قلنا عَنَى بهما: سوف يكون الحلّ بعد ساعتين... بعد يومين... بعد عامين... بعد عشريتين... بعد دورتين... بعد قرنين!... قال بعض منّا: بل قال بهما سوف تنتصرون!!!... قال "شاذّ" فينا: بل قال بهما: سوف ننتصر عليكم!!!... ناصره بعضنا... ارتفعت أصواتنا... ولمّا أراد أحدنا تناول القيادي العابر وإصبعيه نهره حكيم منّا: أن العيب فينا، فما بلغنا نضجا كفيلا بفهم لغة الإشارات، وقد خلّد العرب "اللبيب من الإشارة يفهم"!... مرّت الحادثة وانكببنا على وضعنا نشبعه رثاء مبتسما؛ جَعَلَنا مِن "أبطال" الفايسبوك بما يدرج النّاس من أناشيدنا وخطبنا وإكرامات زائرينا الكلاميّة المذكّرة بالأخوّة والمروءة والصبر والمصابرة والمرابطة!... ويوم فضّ الاعتصام بالقوّة الغاشمة، سمعته – ذاك الذي حسبنا أنّه "شاذّ" - في ركنه يردّد: ألم أقل لكم أنّه قال بهما: سوف ننتصر عليكم!... تلته أصوات مقهورة حزينة: أليس منّا حتّى ينتصر!!!... ألسنا منه حتّى ينتصر!!!... انكسرنا وقد خُذِلنا!... كرهنا لغة الإشارة ولا سيّما ما كان منها معبّرا على النّصر!... فمن كان مثلنا لا ينتصر!!! (من وحي فضّ اعتصام الصمود والكرامة) عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك في 17 جويلية 2013