تحصلت الفجرنيوز على النص الكامل ل"الإعلان الإنساني العالمي لنصرة فلسطين"، الصادر عن "المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين"، المنعقد في اسطنبول تحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين" 22 و23 أيار (مايو) 2009 تنشره كما ورد اليها الإعلان الإنساني العالمي لنصرة فلسطين الصادر عن المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين المنعقد في اسطنبول تحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين" 22 و23 أيار (مايو) 2009 أولاً/ للشعب الفلسطيني حقوق مقرّرة، ثابتة وعادلة وغير قابلة للتجزئة أو المساومة أو التصرّف أو الإرجاء، أسوة بغيره من أمم الأرض، كحق العودة، وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة، والسيادة على أرضه، والانتفاع الحرّ بموارده، والتمتع بالأمن. وينبغي على المجتمع الدولي وكلّ مناصري الحقوق والعدالة مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في الكفاح لانتزاع هذه الحقوق السليبة التي لا تسقط بالتقادم، كما أكدت عليه مواثيق القانون الدولي كحق العودة وحق المقاومة. ثانياً/ إنّ نظام الاحتلال القائم في فلسطين يمثل نموذجاً استعمارياً إحلالياً لم يعد لمثيله وجود في عالم اليوم، وهو يقوم بشكل صارخ على التفرقة العنصرية، بموجب المزاعم التي يتذرع بها والسياسات التي يعتمدها والممارسات التي يتبعها. فقد أقامت الحركة الصهيونية دولة عنصرية فوق أرض فلسطين، بصورة قامت على اغتصاب الأرض والديار وتشريد الشعب الفلسطيني واعتماد سياسة توسعية، وبدون أدنى مشروعية قانونية تسوِّغ ذلك. وقد ظلّ الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكات مركّبة لحقوق الإنسان الفلسطيني، وحرياته، تضاف إلى جريمة الطرد الجماعي والتطهير العرقي واحتلال الأرض والحرمان من السيادة وسلب حق تقرير المصير. ثالثاً/ إنّ النظام الدولي بعامة، والقوى الأوروبية والغربية بخاصة، تتحمّل مسؤولية تاريخية نحو الشعب الفلسطيني، وقضيّته العادلة، خاصة وأنّ احتلال فلسطين ما كان ليتمّ، وما كان ليستمرّ في بقائه وعدوانه المتواصل؛ لولا دور بعض الدول الأوروبية والغربية التي ساندت ذلك الاحتلال ورعته وأمدّته بمقومات الهيمنة والتوسّع على مدى قرن من الزمان. وإنّ هذه الدول تتحمّل تبعات تلك المساندة بما يوجب عليها إحقاق الحق، ولن يحلّ السلام في المنطقة دون إعادة الحقِّ لأصحابه. رابعاً/ على كافة المستويات الرسمية ودوائر صنع القرار، وبخاصة في العالم الغربي، من حكومات وبرلمانات ومؤسسات عامة ومجتمع مدني وقادة رأي، الامتناع عن توفير الذرائع والمبرِّرات لاحتلال فلسطين، بل يتوجّب الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف، وقطع الطريق على أي دعم مقدّم لذلك الاحتلال. خامساً/ إنّ قطع الطريق على أي دعم مقدّم للاحتلال الجاثم على أرض فلسطين، هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية تمليها الشرائع والقيم الإنسانية والمعايير الأخلاقية، من منطلق مساندة العدل والحرية، والوقوف ضد الظلم والاحتلال، مع ضرورة إدراك خطورة المظلمة الواقعة على الشعب الفلسطيني وضرورة أن يتداعى الجميع للقيام بمسؤولياته في رفع هذه المظلمة. سادساً/ إنّ أي عملية تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، لا يمكن أن تنهض بالانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني ومحاباة سلطة الاحتلال. كما أنّ السلام لا يتحقق بتجاهل العدالة، فهو ثمرة إنهاء الاحتلال وإرجاع الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين وتوفير الأجواء الملائمة له، علاوة على أنّ السلام لا يتعايش إطلاقاً مع فرض الاحتلال والاضطهاد والتمييز العنصري والحرمان من السيادة والحقوق والحرية. سابعاً/ للشعب الفلسطيني الحق في مقاومة الاحتلال الجاثم على أرضِهِ التاريخية ودياره، والتصدي للعدوان المستمر عليه، وينبغي أن يلقَى في ذلك دعم المجتمع الدولي وجميع المناصرين للحق والحرية في هذا العالم. ثامناً/ حق اللاجئين الفلسطينيين وذراريهم في العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها في فلسطين التاريخية، هو حق فردي وجماعي في آن، ثابت وغير قابل للمساس به، وليس من المقبول إخضاعه لأي مساومة كانت أو محاولة القفز عليه أو تجاوزه، وهو حق مقرّر في صميم المواثيق الإنسانية والدولية علاوة على النص الواضح عليه في مقررات النظام الدولي. تاسعاً/ إنّ مدينة القدس، هي عاصمة فلسطين وقلبها النابض، بهويتها التاريخية الحضارية العربية الفلسطينية الموغلة في القدم عبر آلاف السنين، وبمقدساتها الإسلامية والمسيحية التي يفيء إليها المؤمنون. وإنّ أوضاع القدس تقتضي يقظة إنسانية عاجلة، في ظلّ التصاعد المطّرد لتهديدات الاحتلال بحقها وعدوانه على تاريخها بتغيير المعالم وتزوير هويتها، وممارسته الطرد والعزل بحق سكانها الشرعيين، وتطويقها بأحزمة الاستيطان غير الشرعي والجدران والأسيجة العنصرية، بهدف فرض الأمر الواقع الاحتلالي بأي ثمن. عاشراً/ إنّ شتى المواقف المساندة لقضية فلسطين العادلة، التي تبديها أي من الدول أو الجمعيات أو المؤسسات أو الشخصيات، هي جديرة بالتقدير والامتنان، خاصة وأنّ هذا الدور المشرِّف يعكس يقظة الضمائر الإنسانية المناصرة للحقوق والعدالة والمناهضة للظلم والعدوان. وفي الختام؛ فإنّ التضحيات الهائلة التي قدّمها الشعب الفلسطيني عبر مسيرته الطويلة، وصموده المشرِّف في وجه حملات الإبادة والإلغاء والعدوان عليه، والضريبة الكبيرة التي تكبّدها من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره، وذوْداً عن حقوقه وحريّته وكرامته، جيلاً في إثر آخر، تمثل نموذجاً ساطعاً لكرامة الإنسان وكفاح الشعوب العادل من أجل خياراتها، حتى تحوّلت فلسطين إلى رمز للحق والعدالة في هذا العالم.