الجزائر:أقدمت جماعة إرهابية بمنطقة ملبو بالساحل الشرقي لولاية بجاية على اختطاف مدير بمؤسسة كوسيدار ببجاية. وطالبت في اتصال مع ممثلي المؤسسة إبلاغ السلطات الأمنية بإطلاق سراح جميع الإرهابيين المسجونين ببجاية مقابل إطلاق سراح الإطار المختطف منذ حوالي أسبوع. ونفت مصادر محلية أن تكون الجماعة الإرهابية قد اشترطت فدية لإطلاق سراح الضحية كما جرت العادة في التعامل مع المختطفين. وإلى غاية مساء أمس، لم تظهر أي أخبار عن المسؤول المختطف الذي تتوقع بعض المصادر تواجده بالجبال الوعرة التي تتوسط ولايتي بجايةوجيجل. وحسب ما يتم تداوله محليا، فإن عدم مطالبة الإرهابيين بالفدية يعود إلى تواجد عناصر إرهابية من الرؤوس الكبيرة في التنظيم بسجن بجاية مثل الأميرين أبو الأكوع وأبو إسحاق المعروفين بنشاطهما الإرهابي، رغم أن الخاطفين لم يحددوا أحدا بالاسم و اشترطوا إطلاق سراح جميع الإرهابيين. وهو تطور نوعي في نشاط الجماعات الإرهابية التي دأبت على تنفيذ عمليات الاختطاف من أجل الابتزاز المالي بعدما جفت عليها منابع التمويل جراء الحصار المضروب عليها من قبل قوات الأمن. كما أن هذه الخطوة الجديدة التي أقدم عليها التنظيم باختطاف إطار بشركة وطنية تفند كلية المزاعم التي كان يروجها الإرهابيون من أنهم يستهدفون في أعمالهم الإجرامية أفراد الجيش والأمن ولا يتعدون على المواطنين. وبرأي المتتبعين للشأن الأمني تكشف عملية المقايضة التي سعى إليها التنظيم الإرهابي من وراء خطف مدير بمؤسسة كوسيدار ببجاية، حجم العجز الذي يواجهه في مجال تجنيد مجندين جدد في صفوفه ودرجة الضعف في هياكله اثر النزيف الذي يتعرض له سواء من خلال تسليم الكثير من أتباعه أنفسهم لقوات الأمن أو سقوطهم في مواجهات مع قوات الأمن، خصوصا في جيجل وبرج بوعريريج وخنشلة وتيزي وزو. بالموازاة مع ذلك يقوم أفراد الجيش الوطني الشعبي بعملية تمشيط واسعة للغابات التي يحتمل تواجد الجماعة المختطفة فيها بمنطقة ملبو و أدكار وأكفادو. وهو المحور النشيط لتحركات العناصر الإرهابية. ويوحي التحرك المكثف لشاحنات الجيش بأهمية حجم العملية العسكرية التي يحضرها في سياق فرض مزيد من الحصار على تحركات الإرهابيين بالمنطقة.