تونس في 9 سبتمبر 2010يُتابع الحزب الديمقراطي التقدمي ببالغ الانشغال إعلان قس أمريكي عزمه على حرق مائتي نسخة من القرآن الكريم في ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الأليمة. وازداد قلق الحزب وامتعاضه بعد تبني الكنيسة البروتستانتية في ولاية فلوريدا لهذا العدوان المُحضر وإصرارها على المضي في تنفيذه، رغم موجة الاستنكار الواسعة في العالم الإسلامي.:إن الحزب الديمقراطي التقدمي، إذ يعبر عن استنكاره الشديد لهذه التعبئة الحاقدة التي تستهدف الأمة الإسلامية، والشعب التونسي جزء منها، في أعلى مرجعياتها وأشرف قيمها، يدعو السلطات المعنية إلى التدخل لمنع هذه الجريمة الأخلاقية والدينية. ويُحمل الحكومة الأمريكية مسؤوليتها، وهي التي اكتفت بالتحذير من حرق القرآن الكريم، متعللة بان إقدام الكنيسة البروتستانتية على هذه الخطوة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الجنود الأمريكيين المشاركين في الحربين على أفغانستان والعراق. كما يُحمل حكومات البلدان الإسلامية، وخاصة التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة، مسؤوليتها في استعمال جميع الوسائل المتاحة لها للحيلولة دون حصول الجريمة وحمل السلطات الأمريكية على التدخل لوقف عملية الحرق الاستفزازية، بعدما تذرعت بأن القانون لا يعطيها هذه الصلاحية. ويُحذر الحزب من عواقب هذه النزعات المتعصبة والحاقدة في تعكير صفو العلاقات بين الأديان السماوية والتحريض على الصراعات الدينية في العالم، وخاصة في ظل الاستهداف المنهجي لبلدان إسلامية عريقة مثل العراق وأفغانستان والتي قد تهدد بدفع العالم نحو حروب دينية. ويُجدد الحزب بهذه المناسبة دعوته إلى اعتماد نهج التسامح والحوار وانفتاح الأديان على بعضها البعض، أسوة بأمجاد تاريخنا الحضاري الإسلامي في بغداد وقرطبة والقيروان، باعتبارها السبيل القويم لإثراء الحضارة الإنسانية وضمان العيش لكل الشعوب في عالم خال من الصراعات والأحقاد.