صنعاء(اليمن)قتل شخص واحد على الأقل وجرح ما لا يقل عن 10 آخرين في هجوم بالأسلحة الرشاشة نفذ في العاصمة صنعاء على حافلة تقل منتسبين إلى جهاز المخابرات اليمنية. هذا في الوقت الذي استولى فيه مسلحون مجهولون بالقوة على مبلغ مالي كبير في جنوب البلاد.وقال شهود عيان: إن مسلحين ملثمين نفذوا الهجوم على الحافلة في شارع ال60 الشمالي بالعاصمة، عندما توقفت الحافلة في أحد التقاطعات. وأمطر المهاجمون، الذين يتراوح عددهم بين 2 و3 أشخاص، الحافلة بالرصاص من أسلحتهم قبل أن يلوذوا بالفرار، وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وجرح 10 آخرين، وأدى الهجوم أيضا إلى تهشم جميع نوافذ الحافلة. ويؤكد الشهود أن أحد ركاب الحافلة، من غير المصابين، هو من قادها بعد إبعاد السائق المصاب من كرسي القيادة، والمغادرة بها إلى جهة غير معلومة. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي على الحادث، فإن المصادر ترجع ضلوع تنظيم القاعدة في الاعتداء الذي يعتبر الأول من نوعه في العاصمة صنعاء، منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في أبريل (نيسان) الماضي، السفير البريطاني بصنعاء، تيم تورولوت، بواسطة مهاجم انتحاري، والذي استهدف حافلة تقل عددا من ضباط وجنود جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، الذي تعرض ضباطه، في الآونة الأخيرة، لسلسلة اغتيالات في عدة مناطق في جنوب البلاد. وجاء هجوم الأمس، بعد أقل من 24 ساعة على انعقاد اجتماع «أصدقاء اليمن» في نيويورك، بالولايات المتحدة، والذي وقف أمام التطورات الجارية في اليمن وبحث كيفية مساعدته أمنيا واقتصاديا وسياسيا، وهو الاجتماع الذي حذر المشاركون فيه من «انهيار اليمن» وخطورة ذلك على الأمن الإقليمي والدولي. وعقب الهجوم، شددت السلطات الأمنية اليمنية من إجراءاتها في صنعاء؛ حيث انتشرت نقاط تفتيش داخل المدينة وفي مداخلها ومخارجها، وذلك في محاولة لاعتقال منفذي الهجوم، وتحدثت مصادر محلية عن اعتقال 4 من المشتبه بمشاركتهم أو صلتهم بالهجوم، غير أن المصادر الرسمية لم تؤكد الخبر. وقد أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية التطهير النهائي لمدينة الحوطة، مركز مديرية ميفعة في محافظة شبوة بجنوب البلاد، ممن وصفهم ب«العناصر الإرهابية الضالة من تنظيم القاعدة». وقال المصدر: إن تطهير المدينة جاء بعد أن ضيقت قوات الأمن الخناق «على تلك العناصر الإرهابية التي تحصنت داخل المدينة، واتخذتها وكرا لها لتنفيذ أعمالها الإرهابية الضارة بمصالح الوطن والمواطنين وبالسكينة العامة». وقال: إن الأجهزة الأمنية تقوم، حاليا، ب«ملاحقة بعض العناصر الإرهابية التي فرت إلى بعض الجبال المحيطة وفي منطقة وادي الحدث؛ وذلك لإلقاء القبض عليها وتقديمها للعدالة». وأعلنت السلطات اليمنية اعتقال واستسلام عدد من المطلوبين والمشاركين في المواجهات التي دارت، خلال الأيام القليلة الماضية، مع قوات الأمن في مدينة الحوطة، وأشارت إلى أن المعتقلين والمستسلمين، يجري التحقيق معهم على طريق «اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم». وأعلن اللواء الركن سالم قطن، نائب رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية، عند زيارة المنطقة بمعية محافظ شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي ولقائهما أفراد الوحدات العسكرية التي خاضت العمليات العسكرية، أن «العمليات ستستمر حتى يتم القضاء على كل العناصر الإرهابية أينما وجدت». وأشار إلى أن «المدينة قد سلمت لوحدات الأمن والسلطة المحلية، والتي تقوم بإعادة الأوضاع إلى مجاريها والحفاظ على منازل وممتلكات المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة المدينة والذين يعودون تباعا إليها»، لكنه، في الوقت ذاته، دعا «المقاتلين والمواطنين إلى الحيطة والحذر؛ لأن عناصر الإرهاب يقومون بأفعالهم الشنيعة بشكل همجي وغادر، هدفه إثارة الزوابع الإعلامية والقتل والتدمير الإجرامي، ويجب التصدي لهم والقضاء عليهم باعتبارهم نبتة شيطانية تعمل ضد مصالح الوطن وتضر بالمواطنين وتسيء لديننا الإسلامي الحنيف». في هذه الأثناء، استولى مسلحون مجهولون في محافظة لحج بجنوب اليمن، على مبلغ يصل إلى 175 مليون ريال يمني، (أي ما يعادل أكثر من 800 ألف دولار أميركي). وقالت مصادر في المنطقة ل«الشرق الأوسط»: إن المسلحين اعترضوا طريق السيارة التابعة لهيئة البريد العام واستولوا على الأموال المخصصة لدفع مرتبات المتقاعدين المدنيين والعسكريين في المحافظة. وأضافت المصادر أن طواقم أمنية قامت بملاحقة المسلحين واشتبكت معهم، الأمر الذي أسفر عن مقتل جندي و2 من المسلحين وجرح آخرين، دون أن تتوافر أية معلومات عن مصير المبالغ المالية وسائق السيارة. وسبق لمسلحين، يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة وينتظر أن يمثل بعضهم أمام قضاء أمن الدولة قريبا، أن قاموا في منتصف أغسطس (آب) 2009، بالاستيلاء على مبلغ 100 مليون ريال يمني (أكثر من 400 ألف دولار أميركي)، من سيارة تابعة للبنك العربي في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد. وفي محافظة أبين الجنوبية، استولى مجهولون مطلع أبريل (نيسان) الماضي، على ما يقرب من 80 مليون ريال يمني (أكثر من 370 ألف دولار أميركي)، من مرتبات موظفي التربية والتعليم. على صعيد آخر، تبدأ اليوم اللجنة الأمنية الخاصة ب«خليجي 20» مهاما في مدينة عدن، برئاسة اللواء الركن صالح حسين الزوعري، نائب وزير الداخلية، رئيس اللجنة، وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية: إن اللجنة العليا للبطولة، التي يرأسها نائب وزير الداخلية، ستقوم ب«عملية الإشراف الميداني على تموضع الوحدات الأمنية المنفذة لخطة (خليجي 20)، إلى جانب قيامها بمراجعة جميع الترتيبات والإجراءات الأمنية المتعلقة بهذا الحدث الاستثنائي الذي ستحتضنه العاصمة الاقتصادية عدن بتاريخها الرياضي العريق وأمجادها الموغلة في القدم». وأشار المصدر الأمني اليمني إلى أن اللجنة ستقوم ب«النزول المباشر إلى مختلف مواقع الوحدات الأمنية المكلفة بتأمين فعاليات (خليجي 20) التي حشد لها اليمن إمكانات هائلة لتتحول إلى تظاهرة رياضية يعود نفعها على اليمن ومستقبل الرياضة فيه»، مؤكدا أن «اليمن جاهز تماما ومن جميع النواحي لاستضافة (خليجي 20)، التي سيكون الأمن إحدى العلامات المتميزة لنجاح فعالياتها الرياضية». عرفات مدابش