اعلنت محكمة فيينا التي تنظر في قضية قتل المنشق الشيشاني عمر اسرائيلوف الجمعة انها تريد استجواب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة للاشتباه بوقوفه خلف الجريمة، ما اثار رود فعل متباينة.وقال القاضي فريدريك فوتستوبر الذي يرئس المحكمة في اليوم الرابع من المحاكمة "اقترح عقد جلسة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع الرئيس قديروف. هذا سيعطينا صورة اكثر وضوحا للوضع". واعتبر ان هذا الحل سيكون مجديا اكثر من الدخول في عملية تعاون قضائي مع روسيا. وخلص تقرير تحقيق اجراه جهاز مكافحة التجسس النمساوي بي.في.تي. الى ان الزعيم الشيشاني هو الذي اعطى الامر بقتل المنشق. ويرى الجهاز ان العملية كانت تهدف الى اعادة المنشق الى البلاد ولو بالقوة، غير انها لم تجر كما كان مخططا لها وانتهت بقتل اسرائيلوف البالغ من العمر 27 عاما في 13 كانون الثاني/يناير 2009 في وسط الشارع في فيينا. غير ان النيابة العامة في فيينا اعتبرت انها لا تملك عناصر كافية لمقاضاة قديروف الذي يحظى بحماية موسكو. وبعد فرار لتشكا بوغاتيروف الذي يشتبه بانه هاجم المنشق وقتله الى روسيا، احال الاتهام ثلاثة شيشان امام المحكمة هم اوتو كالتنبرونر الذي يشتبه بانه خطط للعملية، واحد اعضاء الكومندوس توربال علي جاشوركاييف، ومتواطئ معهما يدعى سليمان داداييف. ويمثل المتهمون الثلاثة امام المحكمة منذ الثلاثاء بتهمة التواطؤ في القتل وتشكيل عصابة ومحاولة تسليم شخص الى قوة اجنبية. وهم يواجهون عقوبة السجن المؤبد. غير ان طلب القاضي فورستوبر الاستماع الى قديروف بعد التنديد الواسع الذي اثاره غيابه عن المحاكمة، لا يرضي الطرف المدني ولا المدافعين عن حقوق الانسان. وقالت ناديا لورنز محامية اقرباء عمر اسرائيلوف لفرانس برس "لا اريد الاستماع اليه بهذا الشكل. اريد مذكرة توقيف دولية" بحقه. ولفت الامين العام لمنظمة العفو الدولية في النمسا هاينز باتزلت الى محدودية امكانات الدائرة التلفزيونية المغلقة واوضح لفرانس برس انه "بدون وسائل قسرية، لن نتمكن من ملاحقته بتهمة الادلاء بافادة كاذبة" مضيفا "ستكون هذه كارثة بالنسبة لحقوق الانسان". وكان عمر اسرائيلوف ارغم على الانتساب لميليشيا تابعة لقديروف قبل ان يخرج الى المنفى ويحصل على اللجوء السياسي في النمسا عام 2007. وقد اتهم قديروف بارتكاب جرائم خطف وتعذيب، واقام بحقه دعويين في روسيا وفي ستراسبورغ امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، كما اعتبر الشاهد الرئيسي في دعوى ثالثة في النمسا. ورأت النيابة العامة ان العملية كانت تهدف الى اسكات هذا المعارض الذي اصبح مصدر ارباك للسلطة، ومواصلة ترهيب الشيشان في الخارج. ويبقى انه من غير المؤكد ان يوافق قديروف على استجوابه. وعهد القاضي فورستوبر الى احد محامي الدفاع رودولف ماير بدرس امكانية القيام بذلك. وقال ماير ان موكله اوتو كارتنبرونر تباهى بانه على علاقة وثيقة برئيس هذه الجمهورية الروسية موضحا لوكالة فرانس برس "ربما يمكن للمتهم ان يطلعني على كيفية الاتصال (بقديروف) لكنني لا ادري ان كنا سنتمكن من ذلك". ولا شك ان استجواب قديروف سيؤخر انتهاء المحاكمة. وبعدما كان من المتوقع اساسا ان تستمر المحاكمة حتى 26 تشرين الثاني/نوفمبر، اعلنت المحكمة الجمعة انها ستستمر حتى 25 كانون الثاني/نوفمبر 2011 على اقل تقدير بسبب التاخير التي تراكم حتى الان، مع احتمال ان تطول اكثر في حال عقد مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع قديروف.