القدس المحتلة:رفض وزير الخارجية "الاسرائيلي" اليميني المتطرف يوم الاحد عرضا تركيا لاستئناف العلاقات اذا اعتذرت "اسرائيل" عن غارتها الدامية على سفينة كانت في طريقها الى غزة ووصفه بأنه "وقاحة" قائلا ان على انقرة أن تبادر باصلاح تلك العلاقات.وتبرأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سريعا من التصريحات التي تضمنت انتقادا حادا لجهود السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة وقال ان وزير الخارجية افيجدور ليبرمان لم يكن يعبر الا عن نفسه. وقال ليبرمان أمام دبلوماسيين "اسرائيليين" في خطاب حضره صحفيون اجانب " اعتقد ان موضوع الاعتذار يصل الى الوقاحة وربما تجاوزها. "اذا كان لا بد من حدوث أي شيء فنحن ننتظر اعتذارا من الحكومة التركية لا العكس." وكان ليبرمان يرد بهذه التصريحات على طلب تركي أعاد فيه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو يوم السبت مطالبة "اسرائيل" بأن تعتذر وأن تقدم تعويضا عن قتل قواتها البحرية لتسعة أتراك في اشتباكات على سطح سفينة المساعدات مافي مرمرة في مايو ايار. وجاء هذا الحادث بعد شهور من الانتقاد التركي العنيف للسياسات "الاسرائيلية" تجاه الفلسطينيين ليفسد العلاقات بين اسرائيل وتركيا التي كانت في وقت ما حليفا مسلما قويا لها. واجتمع مبعوثون من البلدين في جنيف في وقت سابق هذا الشهر لاجراء محادثات تقارب. وقال مسؤولون "اسرائيليون" انهم يسعون الى اتفاق يتضمن اعراب "اسرائيل" عن "أسفها" للعنف الذي وقع على السفينة ودفع تعويضات عن القتلى والمصابين مقابل التزام تركيا بتأمين أفراد البحرية الاسرائيلية من اي دعاوى قضائية ذات صلة. وقال داني ايالون نائب ليبرمان ان اعتذار "اسرائيل" رسميا لن تكون له فائدة سوى دعم دعاوى قضائية من هذا النوع. وينتمي ليبرمان وايالون الى حزب قومي متطرف يشارك في الائتلاف الذي يقوده حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو. وتقول مصادر سياسية ان نتنياهو في بعض الاحيان يستبعد ليبرمان من موضوعات حساسة وانه ارسل واحدا من خلصائه ليكون الى جانب الدبلوماسي "الاسرائيلي" الذي يتولى محادثات جنيف. ونأى نتنياهو بنفسه عن خطاب ليبرمان. وقال مكتب نتنياهو في بيان " تصريحات وزير الخارجية تعكس استعداداته ومواقفه. "موقف الحكومة الاسرائيلية يعبر عنه حصريا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويتجلى في قرارات الحكومة." ونقلت وسائل الاعلام التركية عن داود أوغلو وهو عضو بارز في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تشكيكه يوم السبت في مصداقية الحكومة "الاسرائيلية". وقال "حقيقة ان لدينا الارادة لصنع السلام لا تعني أن الاخرين لديهم ايضا تلك الارادة. وبالتالي يخلق هذا صعوبة. من الصعب جدا القطع بوجود ارادة سياسية في اسرائيل." واشار الى مسارعة تركيا بارسال طائرات لمساعدة "اسرائيل" في التصدي لحريق غابات هذا الشهر وقال ان الموقف لو كان معكوسا لاستغرقت "اسرائيل" "أياما" قبل أن تتصرف كما فعلت تركيا. واستنكر ليبرمان هذه التصريحات ووصفها بأنها "كذب" مذكرا بمساعدات "اسرائيل" المنقولة جوا الى تركيا بعد زلزال 1999 المدمر الذي اصابها. لكنه في الوقت نفسه اقر بدور ل"اسرائيل" في انهيار المحادثات مع الفلسطينيين قبل ثلاثة أشهر. وتساءل ليبرمان مشيرا الى الخلافات بين الاحزاب والكتل المكونة للائتلاف الحاكم بشأن كيفية التعامل مع المطالبة الفلسطينية باقامة دولة "عندما تنظر الى كل مكونات الائتلاف هل تجد لدينا القدرة اليوم على تقديم خطة ( سلام).." واقترح ليبرمان "خطة بديلة" وهي توقيع اتفاق طويل الاجل مع الفلسطينيين قال انه مستعد لانهائه وتقديمه "في اي وقت". لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل. وتقول "اسرائيل" ان قواتها البحرية فتحت النار دفاعا عن النفس على متن السفينة مافي مرمرة بعد ان تعرضت لهجوم وهو ما يرفضه الناشطون المناصرون للفلسطينيين الذين كانوا على السفينة. ورفضت "اسرائيل" تخفيف حصارها البحري على قطاع غزة قائلة ان شحنات السلاح يمكن ان تصل الى حركة حماس الاسلامية التي دخلت معها في حرب قبل عامين. واتهم ليبرمان حكومة اردوغان بتحريض الجمعية الخيرية التركية التي رعت السفينة مافي مرمرة وسفنا أخرى حاولت خرق الحصار. وتطالب انقرة بفتح حدود غزة لكنها نفت اي علاقة لها بالاسطول الذي ارسلته جمعية مؤسسة الاغاثة الانسانية. وقال ليبرمان "اذا كان لا بد وان يعتذر احد فيجب ان تعتذر الحكومة التركية لاسرائيل على تعاونها مع عناصر ارهابية ودعمها للارهاب ودعمها لمؤسسة الاغاثة الانسانية وحماس وحزب الله. لن يكون هناك اعتذار ( "اسرائيلي")." من دان وليامز