أمستردام:في مواجهة حملة للتخويف من الإسلام في هولندا, قالت مصادر في مراقبة الأغذية إن سوق "الأغذية الحلال" قد تأصلت في الثقافة الاقتصادية الهولندية، ولم تعد مرهونة بتصريحات دعاة "الإسلامفوبيا".وكانت منظمات حقوق الحيوان وعناصر يمينية هولندية, قد انخرطت في حملة للتخويف مما يتعبرونه "تصدير هولندا للأسلمة", عبر بيعها "للجبن الحلال", استجابة لقاعدة استهلاكية من المسلمين في أوروبا وخارجها.
ووفقا لمصادر مراقبة الأغذية الحلال, فإن أغلب الجبن الهولندي ينتج بطريقة حلال دون أن توضع عليه علامة تؤكد ذلك، وهو ما يراه المراقبون تخوفا من الشركات من فقدان جزء من مستهلكين بوضع علامة "حلال".
وتنفرد هولندا بين دول أوروبا بإنتاج حوالي 75% من إنتاج الجبن الأوروبي, ويتزايد -حسب اقتصاديين- بنسبة مطردة. وتضاف إلى مكونات الجبن مادة إنزيم الميكروبيولجية تستخرج من معدة الحيوان لتجبين الحليب. ولكسب المستهلك المسلم -الذي يعيش في الغرب أو العالم الإسلامي- تضطر الشركات المنتجة للأجبان إلى تجنب المواد غير الحلال كالخنزير وما يستخرج من المذبوح بطريقة غير إسلامية. حق المستهلك وقد هاجمت الجمعيات المدافعة عن الحيوان الإجراء، معتبرة أنه اعتداء على حق المستهلك والحيوان معا، وأرسلوا رسائل إلى بائعي الجبن واللحم للتوقف عن بيع "الحلال". أما حزب الحرية الذي يتزعمه غيرت فيلدرز فقد اعتبره خطوة في إطار نشر "الأسلمة".
واكتفى حزب العمل المعارض بالتأكيد على حق للمستهلك في معرفة محتويات وخصائص ما سيأكله, فيما لا يرى الحزب المسيحي المشارك في الحكومة مشكلة في المنتج الجبني، واعتبره استجابة للمستهلك بأنواعه المختلفة، ما لم يفقد الجبن نكهته وخصائصه الهولندية.
وتتحدث مصادر اقتصادية عن تزايد الصادرات الهولندية للعالم الإسلامي خاصة دول جنوب شرق آسيا والخليج، بحيث تصل هذه الصادرات -حسب تقديرات اقتصاديين- إلى أكثر من 12 مليار يورو سنويا.
وقال رئيس مؤسسة الأمانة الإسلامية للأغذية الحلال عبد الفتاح علي صالح للجزيرة نت إن سوق هذه الأغذية تجاوز الذبح، ليشمل منتجات مثل السكر والقهوة والجبن والحليب والشيكولاته.
ورأى أن متطلبات السوق تسمح للمسلمين اليوم بأن يضعوا شروط استهلاكهم، مبينا أن 70% من منتجات هولندا موجهة للاستهلاك الخارجي، وأن 25% من منتج الأجبان معد للدول الإسلامية.
وأوضح أن دول جنوب شرق آسيا الإسلامية لها شروط صارمة في استيراد أي منتج غذائي, مشيرا إلى أن جزءا مهما من إنتاج الجبن يذهب إلى دول الخليج، "ولكن صرامتهم أقل في قضية الحلال".
واعتبر أن الضجة التي تثار حول "الأغذية الحلال" أصبحت معتادة مع تصاعد اليمين في الغرب, مشيرا إلى أن ذلك لم يعد يؤثر على الاقتصاديين.