الجزائر أخذت عمليات اختطاف الاطفال والكبار علي السواء في الجزائر خلال السنتين الماضيتين منحنيات تصاعدية دفعت الي دق ناقوس الخطر من استفحال هذه الظاهرة التي كانت الي وقت قريب مجرد مشاهد في الافلام الهوليوودية. وحذرت عدة جمعيات محلية من مخاطر هذه الظاهرة قبل ان ينتقل الجدل الي مقر مجلس الأمة (الغرفة الثانية بالبرلمان) امس الخميس عندما وجه اعضاؤه اسئلة شفهية الي وزير الداخلية يزيد زرهوني حول تنامي حالات الاختطاف، التي راح ضحيتها في كثير من الاحيان اطفال صغار وتم التخلص منهم في ظروف غامضة دون ان تفك خيوط هذه الجرائم. وقد اعترف وزير الداخلية بتنامي الظاهرة وكشف عن تسجيل 250 حالة اختطاف عام 2007 مقابل 108 حالات عام 2006. وقال المسؤول الجزائري ان 146 حالة اختطاف حدثت في المدن الكبري بينما شهدت المناطق الريفية المعزولة وقوع 112 حالة. وقال ان من بين 250 حالة اختطاف كان هناك 115 حالة سجلت فيها اعتداءات جنسية ضحيتها اطفال لا تتعدي اعمارهم في كثير من الاحيان السادسة، بينما انحصر العدد المتبقي في عمليات اختطاف منسوبة للجماعات الاسلامية المسلحة او تصفية حسابات شخصية. واضاف الوزير ان العدد المذكور هو لحالات اختطاف تم التبليغ عنها بينما هناك عشرات الحالات التي لا يبلّغ عنها بسبب العادات والتهديد مما يجعل الاحصاءات الرسمية غير دقيقة وقد يصبح الرقم المقدم اقل بكثير من الارقام الحقيقية. وأعطي الوزير ايضا ارقاما خيالية لمبالغ مالية تقدم فدية للخاطفين. وقال ان ستة مليارات دينار (الدولار الواحد يعادل 70 دينارا) دفعت منها عائلات المختطفين اكثر من 200 مليون دينار مقابل الافراج عن ذويها. وسجلت ولايتا تيزي وزو وبومرداس بمنطقة القبائل (شرق العاصمة) اكبر نسبة اختطاف في السنة الماضية ذهب ضحيتها عشرات رجال الاعمال او اقاربهم والذين يطلق سراحهم بعد مفاوضات عسيرة وفي سرية تامة تنتهي بصفقات مالية ضخمة مقابل الافراج عن المختطفين بعيدا عن اعين الاجهزة الامنية. وكانت محكمة تيزي وزو (عاصمة منطقة القبائل) اصدرت الاربعاء حكما غيابيا باعدام شخصين ينتميان الي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعد ان ادانتهما بتهمة اختطاف وابتزاز عائلة المقاول المعروف في مجال الاشغال العمومية والطرقات، ابراهيم حداد، اثر اختطاف الإبن مزيان في شهر نيسان (ابريل) سنة 2006. ولم يطلق سراح الرهينة الا بعد عدة ايام من المفاوضات وبعد ان اضطرت عائلته الي تسديد ملبغ 25 مليون دينار للخاطفين. وتقول تقارير الصحف ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يوجه هذه المبالغ الضخمة لشراء الاسلحة والذخيرة والمؤونة لعناصره الذين اتخذوا من جبال المنطقة معقلا رئيسيا لهم. كما شهدت مدينة العلمة بولاية سطيف (300 كلم شرق العاصمة) عملية اختطاف انتهت بمأساة عندما اختطف اشخاص طفل عمره ست سنوات هو ابن احد كبار التجار في سوق المدينة. ثم ابتزوا الوالد بأموال طائلة قبل ان يقتلوا الطفل. وقال وزير الداخلية امس ان 115 حالة اختطاف ذهب ضحيتها اطفال تم الاعتداء عليهم جنسيا بينما تم تسجيل حالتي اختطاف متبوعة بقتل وبيع اعضاء بشرية، واحدة عام 2007 واخري العام الجاري. وفي الحالة الثانية ذكر ان مواطنا جزائريا اختطف طفلا في الثانية من عمره، وبعد قتله، باع بعض اعضائه لعيادة طبية خاصة بمدينة وجدة المغربية. وأكد زرهوني ان الجاني اعترف بجرمه فور القبض عليه. وللحد من هذه الظاهرة والوقاية منها تحدث وزير الداخلية عن انشاء عشر وحدات توعية تضاف الي ثلاث موجودة حاليا في كل من الجزائر العاصمة ومدينة قسنطينة (شرق) ومدينة وهران (غرب) دورها تحذير الاطفال من مخاطر الانسياق وراء اغراءات اشخاص غرباء. واحدثت اخبار الحوادث التي كانت تنقلها الصحف المحلية حالة هستيريا وسط العائلات التي اضطرت الي ان تخصص احدا من افرادها للتكفل بإيصال ابنائها الي مدارسهم وانتظارهم لدي خروجهم منها.