أفادت دراسة حديثة تم الكشف عن نتائجها خلال الأيام الأخيرة، أعدها الديوان الوطني للمرأة والعمران البشري حول الإصابة بمرض السرطان في تونس أن 30 بالمائة من الحالات التي تم اكتشافها في تونس تعتبر متقدمة، حيث لا تقل أحجام الأورام السرطانية فيها عن 4 سنتمتر.
وفي تفاصيل حول أنواع الإصابة بالسرطان كشفت الدراسة أن الحالات المسجلة بالنسبة لكلا الجنسين كانت بنسبة 22 بالمائة على مستوى الرئة، 9 فاصل 6 على مستوى المجاري البولية، 7 فاصل 2 بروستات ، 6 فاصل 9 الجلد، 4 فاصل 5 المعدة، 4 فاصل 5 الوالدة و13 فاصل 3 في مواقع أخرى من الجسم. وفي جانب آخر من الأبحاث المجراة حول الإصابة بالسرطان كشفت الدراسة أنه تم إحصاء 14 ألف حالة إصابة إلى غاية سنة 2009.
كما أنه تم منذ سنة 1997 إحداث 3 سجلات اجتماعية لمتابعة المرض في كل من الشمال والوسط والجنوب التونسي. وأبرزت الدراسة أن الإصابة بالسرطان على مستوى الرئة والمعدة والبروستات يبقى قابلا للتطور في تونس بالنسبة لكلا الجنسين نتيجة التدخين والشيخوخة، كما أن حالة تطور الإصابات تبقى واردة بالنسبة للمرأة على مستوى الثدي. وبينت الدراسة أيضا أن أنواع هذه الأورام تكون في العادة أولية حيث تم اكتشاف نوع أول (ت 4 ) بنسبة 20 في المائة، ونوع ثان (م ايجابي) بنسبة 22 بالمائة، وهي حالات يمكن استئصالها بنجاح من خلال عمليات جراحية، لتفادي تطورها إلى مراحل أخطر. وحول تطور الإصابة بالسرطان في تونس أفادت الدراسة أنه سجل تزايد في حالات الاصابة من 1500 حالة سنة 2003 إلى 1800 سنة 2008، ويمكن أن يتطور هذا الرقم إلى 2200 حالة سنة 2013 ، ليبلغ 2800 حالة مع حلول 2018 و3700 حالة في سنة 2024 . وهكذا يمكن توقع تضاعف حالات الإصابة بالسرطان خلال ال 15 سنة القادمة مع إمكانية تطور خطره بنسبة 40 في المائة، وهذا ما دعا إلى وضع استراتيجية متكاملة لمقاومة هذا المرض والتصدي له بصفة مبكرة، ودعم أساليب العلاج وتنويعها وبعث مركز جديد ومتطور له، سينطلق نشاطه في فترة فريبة قادمة. وأبرزت الدراسة أن سبب هذا التطور في الإصابة بمرض السرطان يعود إلى اكتشاف هذه الأورام بشكل متأخر ، حيث يكون قد مضى على ظهوره أكثر من 5 سنوات، تكون فيه المرأة خاصة غير متفطنة لهذا المرض أو غير مبالية أو متكتمة عليه. وبخصوص حالات الإصابة بالسرطان في صفوف المرأة أبرزت الدراسة أن الإصابة بسرطان الثدي يبقى الأكثر، وهو قد يحصل لدى نسبة من النساء بداية من سن ال 25 وذلك من خلال أنواع معينة تمثل مرحلة أولية يمكن تفاديها، لكن التطور لحالات أخرى يحصل من سن ال 35 سنة فما فوق إذا ما لم يتم التفطن للورم والمبادرة بالعلاج. وجاء في الدراسة أن مظاهر الإصابة على مستوى الثدي تكون بالتسطح، الانكماش، الاحمرار، التصلب. كما يمكن أن تبرز أعراض هذا المرض من خلال التشوه وغيرها من العاهات الأخرى. وأن حالات الإصابة تكون متنوعة حيث يمكن أن يظهر ورم واحد أو مجموعة أورام، كما أنه يمكن أن يكون الورم مستقرا في جهة معينة من الثدي أو متنقلا ليظهر بأشكال مختلفة. وأفادت الدراسة أنه يتم اكتشاف 1500 حالة إصابة في السنة، وأن حجم الأورام التي يقع اكتشافها يكون بمعدل 38 مليمترا خلال 7 أشهر من المتابعة. كما بينت الدراسة أنه ليس كل تطور في حجم ثدي المرأة يعني إصابة بمرض السرطان، لكنها أكدت على ضرورة الفحص المبكر على اعتبار أنه كلما كان اكتشاف هذا المرض مبكرا كان العلاج منه أكثر نجاعة. وبالنسبة لحالات الإصابة بالسرطان المسجلة لدى النساء فإن أعلاها كان على مستوى الثدي حيث بلغت نسبته 29 فاصل 8 بالمائة لتليها إصابات في مواقع أخرى متعددة أقصاها 5 فاصل 7 بالمائة. وفي جانب آخر من الدراسة جاءت الأشارة إلى أن 30 بالمائة من حالات الإصابة بالسرطان تبقى في صفوف النساء وذلك بنسبة 30 حالة على كل 100 ألف، وأن نسبة تطور هذا المرض يمكن أن تكون لامرأة على كل 25 وذلك إلى غاية بلوغ 75 سنة. وأبرزت الدراسة أن معدل الإصابة بسرطان الثدي لدى المرأة في المغرب العربي الكبير يكون في الخمسين، بينما سجل حصوله أوروبا في سن مبكرة يمكن حصر معدلها في سن ال 35 سنة.
