أثارت جريمة قتل قس بولوني يدعى ماراك ماريوس ريبنسكس يعمل في إحدى المدارس في مدينة منوبة بالضاحية الشمالية الغربيةلتونس العاصمة سخطا رسميا وشعبيا. وتعد هذه الجريمة هي الأولى من نوعها في تونس المعروفة بتعايش الأديان والتسامح وحرية المعتقد. فقد أعربت الحكومة المؤقتة في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية عن "استنكارها الشديد وإدانتها القوية" لجريمة القتل الشنيعة التي استهدفت القس مؤكدة أنها مثلت "صدمة شديدة لمشاعر التونسيين والتونسيات". وأكدت الحكومة أنها "لن تدخر جهدا في العمل على الكشف بسرعة عن مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة". كما تقدمت في هذا البيان "باسم الشعب التونسي بتعازيها الحارة وأصدق مشاعر التعاطف والمواساة الى عائلة الفقيد والحكومة البولونية وشعبها الصديق" مؤكدة أن "هذا العمل الاجرامي الجبان يتنافى مع قيم السلام والتسامح والتعايش بين الاديان التي عرفت بها تونس على مر الأزمان". وقدم محمد الغنوشي الوزير الاول بالحكومة المؤقتة لرئيس أساقفة تونس مارون لحام تعازيه ومشاعر تعاطفه ومواساته اثر جريمة الاغتيال الشنيعة وجدد الغنوشي استنكار الحكومة المؤقتة لهذه الجريمة البشعة التي صدمت مشاعر كافة التونسيين والتونسيات مبينا انها تتنافى مع ما عرفت به تونس على امتداد تاريخها من تسامح وتعايش ووسطية واعتدال. واكد السيد محمد الغنوشي العزم على بذل قصارى الجهد للكشف بسرعة عن مرتكبي هذه الجريمة النكراء وتقديمهم الى العدالة. ومن جهتها عبرت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن استيائها الشديد وحزنها العميق لاغتيال القس مؤكدة أن هذه "الجريمة النكراء تتناقض مع روح التسامح واحترام حرية المعتقد التي ميزت التونسيين عبر العصور". وقالت الهيئة المديرة للرابطة في بيان لها أن الرابطة التي "تخشى من تنامى ظاهرة التعصب ورفض حق الاختلاف تطالب بإجراء تحقيق فوري وشفاف لكشف ملابسات هذه الجريمة وإيقاف مدبريها ومنفذيها وإحالتهم على القضاء في أسرع وقت ممكن لينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه " كما طالبت الحكومة المؤقتة بتوفير الحماية اللازمة لاماكن العبادة وكل الذين قد يكونوا مهددين من اجل معتقداتهم الدينية. وأدانت الرابطة من جهة أخرى بشدة شعارات معادية رفعت مؤخرا أمام الكنيس اليهودي بتونس مبينة أنها "شعارات عنصرية ومعادية لديانة اليهودية وتمس من الحق فى ممارسة الشعائر الدينية ومن حرية المعتقد". كما عبر المجلس الوطني للحريات بتونس عن استنكاره الشديد لجريمة قتل القس ماراك ماريوس ريبنسكى ووصفها بأنها جريمة بشعة وجبانة. وأكد المجلس أن هذه "الجريمة اقترفت بهدف بث الحقد الديني والكراهية. ودعا جميع مكونات المجتمع المدني وكل أفراد الشعب إلى مزيد اليقظة والتصدي لكل محاولات النيل من مبادئ ثورة الشعب التونسي وطابعها السلمي مطالبا بتكوين لجنة لتقصى الحقائق تضم شخصيات حقوقية قصد الكشف عن المجرمين وكل من يقف وراءهم. وامتد سخط التونسيين وإدانتهم لقتل القس إلى الشارع حيث قام مئات الأشخاص يوم السبت في شارح الحبيب بورقيبة بالعاصمة بالتظاهر تاييدا للعلمانية في أعقاب قتل القس مارك ماريوس روبينسك ورفعوا شعرات تنادي باحترام حرية المعتقد والدين لله والوطن للجميع. ولئن لم تعلن أي جهة عن مقتل القس فإن التونسيين على اختلاف إنتماءاتهم السياسية والفكرية يرون في قتل القس جريمة خطيرة تستهدف حرية المعتقد وتؤشر على نزعة متطرفة تستهدف إشعال الفتنة بين أبناء المجتمع.