إلى محمد البوعزيزي، رحمه الله، الذي أحرق الخوف فينا قبل أن يحرقه في نفسه
ودّعنا حبيبي ولا ترحلْ اسكنّا رحابك و الموئل* جادلنا كثيرا ، ما شئت وانظر في العذر ولا تقبل يا حكما فينا بما ترضى ورِضاؤك عنّا هو المنزل
أرفيع الشَّانِ وترفعنا وبعيننا، أنّك تستأهلْ يمّمْت النار تودعنا وعلمت بأنّنا لا نقبلْ النّاس لديك سواسية لا أحدٌ يُنسى أو يُهمَلْ خبّئنا بحضرة آهتك ورجاؤنا أنّك قد تفعلْ
هل قربُك زادَ إذا ترحلْ وبزعْم صُماتنا إن تقبلْ؟ فحبيب المرء يقربّهُ كالوردة إن قطعت تذبل أتراك حبيبا إنْ تقسو، أيسرّك ذلك لو نفعلْ؟ يا أنت، كأنّا في يدك وكأنّا عندك نتنقلْ مجّدْنا بحضرة من ترجو فالحب أنيس في المحفل
هيهات نموت إذا فيك مرْحًى بالموت إذا يحصل والرّفض إذا حمحم** يصهل مفتاح الأمر إذا أشكلْ أشهيد الثورة يا بطل أعليت رؤوسنا في المجدلْ *** ستعيش أميرا للوطن من خانك بعدك فليرحلْ الأرض بدمّكإذ تُغسّلْ سترد إليها فلا تعجلْ بالنّار محوتها سوءتنا وبغير العزّة لم تقبل سنموت فداءها في شرف أو نحيى كراما وتُبجّلْ سنراك قريبا في وطنٍ لن يُظْلَمَ بعْدك أو يُهمَلْ سنراك وترقى في جلل من يظلم بعدك لنْ يُمْهَلْ أرسلت إلينا بحُرقتِكَ للّهِ مُقامك منْ مُرسلْ يرحمك الله ويرحمنا، والحقُّ رحيمٌ إن يسأل
26 ماي 2011
* الموئل هي البيئة الطبيعية التي يعيش فيها الكائن الحي أو البيئة المحيطة بالنوع التي يؤثر ويتاثر بها هذا النوع **حمحم: الفرس إذا صات صوتا دون العالي *** المجدل: كلمة ارامية بمعنى البرج والقلعة والمكان العالي المشر. شرح الكلمات منقول عن ويكيبيديا