أحاول جاهدا و أنا أكتب هذه السطور أن أوقف نزيف العيون الباكية و لهب القلب المحترق لكن دون جدوى ، ففي أحيان كثيرة يخال المرء نفسه قد استحال صفوانا صلبا و قسا فؤاده لكن الأقدار في كل مرة - و لو بعد حين - تأبى إلا أن توقظ هذه المضغة التي بها صلاح الإنسان أو فساده . فقبل لحظات شاهدت مقطع فيديو و ضعته إحدى الأخوات في موقع الفيس بوك و ليتني ما رأيته ، بينما نحن نيام و بينما نحن غارقون في ملذاتنا و نزواتنا هناك أطفال في إحدى بقاع الأرض يموتون بأفظع الوسائل و أقذر الأسلحة . قنابل فوسفورية تحول جسد رضيع إلى جثة متفحمة ضدا على كل المواثيق الإنسانية . و بينما يهود العالم يتباكون أمام المحافل الدولية رافعين بطاقة المحرقة نجدهم اليوم يحرقون أبناءنا دون أن ننبس ببت شفة فهل إلى هذا الحد أصبحنا أذلاء ؟ّ! . فلسطين مسرى الأنبياء ومنبع الشهداء حيث ثالث الحرمين و حيث مضى أشاوس حطين تقع اليوم فريسة جبروت صهيوني لا أجد له نهاية الا أحد الاثنين إما إبادة شاملة و إما تحقيق نبوة الحبيب صلى الله عليه و سلم . أما الإبادة فهي المسار الذي عليه الشأن اليوم وأما النصر فيحتاج إلى رجال من قبيل عمر و خالد و صلاح الدين ، نحتاج إلى قلوب مطمئنة و نفوس مسلمة و ارادة من فولاذ . نحتاج الى رجال همهم الأوحد رفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله ، نحتاج الى من يترجم صفحات القران الكريم الى واقع ملموس و حقيقة لا مراء فيها .أما ما نحن عليه من خمول و أطماع و يأس و انكسار فلا أظنه سيمضي بنا نحو الكرامة قيد أنملة . للحديث بقية ان كان في العمر بقية فما أستطيع أن أتم و ما أستطيع أن أقف و إلى الله المشتكى . نوفل بيروك المملكة المغربية