"سنجعل الفلسطينيون يضعفون دون أن يموتوا "هذا ما قاله دوف فايسغلاس رئيس مكتب ارييل شارون, هكذا هم فاعلون بأخوتنا في فلسطين و تحديدا في غزّة المحاصرة منذ عام 2006 حصار امتد و يمتد الى اكثر من الخمس سنوات و التاريخ يشهد أنه الاعتى و الاقسى في تاريخ البشرية ولم يشهد تاريخ الانسانية وحشية كمثل هذا الحصار, و لكن أن يحاصرك و يقمعك عدّوك فلا غرابة في ذلك فهو العدّو المحتل الغاصب, و لكن الاشنع و الامرّ أن ينساك أخوك في الانسانية و العرق و الدين و ربمّا هو لم ينساك و لكن الأصحّ أنه تناساك و تناسى قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى) فما الحال اذا كان هذا العضو ينزف منذ سبعين سنة و اشتد النزيف في الحصار و هذه بعض من الاحصائيات حول الوضع في غزة تحت هذا الحصار: نسبة السكان تحت خطّ الفقر( أي ان الدّخل اليومي للفرد لا يزيد عن 2400 ملّيم)(1) حوالي 80% نسبة السكان الذين يعيشون في المخيمات( اللاّجئين) (1) %70 نسبة السكان الذين يعيشون على المساعدات الانسانية (1) حوالي 85% عدد المواد الغذائية المسموح لها الدخول للقطاع (1) 8 أصناف فقط نسبة المصانع التي تم اغلاقها نتيجة الحصار (1) 96% نسبة المتاجر التي تم اغلاقها نتيجة الحصار(1) 30% نسبة البطالة (2) %65 نسبة الاطفال الذين يعانون سوء تغذية( و 53%من سكان غزة اطفال تحت سن 18 سنة) (2) 60% نسبة المياه غير صالحة للشراب(2) 80% نسبة الطلبة العاجزين عن دفع تكاليف التعليم (2) 60% نسبة المرضى الممنوعين من السفر للعلاج(2) 40% عدد الادوية الحسّاسة المفقودة ( ادوية القلب و الكلى و السكر...) (2) حوالي 88 نوع من الدواء
---واقع الفلسطينيين تحت الحصار--- رغم أن هذا الجدول لا يأتي على كل الواقع الغزّاوي و لكنه يُقرّب إلى حدّ كبير شدّة معاناة اخوتنا الفلسطينيين في غزةّ, و لكم ان تتخيّلوا شعبا مسجونا في اكبر سجن في العالم و الاكبر على مدى التاريخ تخيّلوا كيف قاوم و ظلّ مستمرّا في النضال, تخيّلوا الوضع النفسي للأطفال و انعكاس الفقر و الخصاصة و قلّة التعليم عليهم, نحن هنا و عندما يكون الحليب مفقودا تقوم الدنيا و لا تقعد و يكون الجميع متذمّرا و مستنفرا فما بالكم بإخوتكم لا يصلهم إلاّ 8 اصناف من المواد الغذائية. قد نسخط و نغضب إن فُقِد الخبز و لو لوجبة فما بالكم بأخوتكم يحفرون الارض و الانفاق في سبيل ادخال جزء بسيط لا يكفي لحاجة إلاّ القليل. قد نغضب حين ينقطع الكهرباء أو الماء و لو لسويعات فما بالكم بإخوتكم الكهرباء و الماء يُمثّل لهم امنية و حلما. ثمّ قد نتذمّر من غلاء الغلال و الكماليات فما بالكم بمن لا يراها إلا في الامنيات لانّ دخله ملاليم معدودات. من منّا تذكّر انه هناك عند المسجد الاقصى أخا مسلما مريضا يموت ببطء و يعاني شحّ الدواء. من منّا حين رأى ابنه في خصاصة فكّر في ان مثل ابنه كثيرون في غزّة لا مأوي و ربمّا لا ابًا و لا أمّا لان الاب مات في الجبهة الأم ماتت في القصف. من منّا حين اشترى لعبة لابنه فكّر و لو للحظة أن آلاف الاطفال في غزّة لاجئون يعانون سوء التغذية و ألم الحرب و الاحتلال. من منا فكّر كيف ينصر اخوتنا في غزة و فلسطين كافّة, أليست فلسطين عِرْضُ الامّة و غزّة عِزّة الأمة, ألسنا اخوة في الدين, كيف لنا ان ننام و هم جيراننا و اخوتنا يعانون الجوع و الآلام أمْ اننا نسينا قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم (ما آمن من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم... ) أو اننا رضينا بتقسيم امتنا الاسلامية اصبح شأنهم لا يعنينا. سيكتب عنّا التاريخ في صفحاته اننا يوما ما سمعنا وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك يقول " " إسرائيل تعلمت أنه ليس ثمة سبيل لتحقيق النصر بالاحتلال وإن الطريق الوحيد هو اختيار شدة المهانة ". فهل كنّا ساكتين عن المهانة راضين ان يُهان اخوتنا ؟ لكن نحن نريد ان يكتب عنّا بماء الذهب و لكن لن يكون ذلك حتى ننصر و نساعد و ندعم و نتضامن مع اخوتنا هؤلاء فهم أبناء جلدتنا و فخر أمّتنا, نريد ان يكتب عنّا التاريخ اننا كنّا ممّن قال فيهم الله تعالى (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (11) سورة الصف, و الله لا يكلّف نفسا إلاّ وسعها ومن خير ممن أقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له الله اضعافا كثيرا فما بالكم لو كان هذا القرض نصرةَ لمظلوم و جهاد بالمال في سبيل الله و اعلاء كلمة الحق و الدفاع عن ارض فلسطين أرض المسجد الاقصى و لتعلموا ان اخوتكم في أمسّ الحاجة لدعمكم فربما نحن ننعم بالعيد فيما هم عاجزون. ___________________________ صابر المحمودي – مهندس – فرنسا