مع كل يوم تتصاعد وتيرة احتجاجات عائلات شهداء وجرحى الثورة التونسية على الأحكام الصادرة من قبل القضاء العسكري وتتكاثف مساعيهم في البحث عن حلول وعن آذان صاغية تتفهم قضيتهم. وفي هذا السياق ذكر رئيس جمعية "لن ننساكم" علي المكي ل "الصباح" أنه التقى أول أمس رفقة وفد من عائلات شهداء وجرحى الثورة يتكون من حلمي الشنيتي وسامية المحيمدي، ومنية الرطيبي والسيدة الصيفي وفتاح السباعي، وألفة الشنيتي، برئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر. وحسب المكي، أكد بن جعفر أن "القضاء العسكري في قبضة الثورة المضادة". ولكن مصدرا مسؤولا برئاسة المجلس الوطني التأسيسي فند صباح أمس صحة هذه التصريحات التي نسبها رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الشهداء وجرحى الثورة "لن ننساكم" علي المكي إلى رئيس المجلس مصطفى بن جعفر. وأوضح نفس المصدر أن ما نسب إلى رئيس المجلس "لا يلزم إلا علي المكي". مؤكدا أن رئيس المجلس التأسيسي "لا يمكن أن يطلق أحكاما جزافية من هذا القبيل ضد سلطة أخرى اعتبارا لمبدإ احترام السلطات". هذا النفي الرسمي دفع بالجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق شهداء وجرحى الثورة التونسية "لن ننساكم" أمس الى اصدار بيان توضيحي للرأي العام أكدوا فيه لقاء وفد من عائلات شهداء وجرحى الثورة برئيس المجلس الوطني التأسيسي وتصريحه بأن "القضاء العسكري في قبضة الثورة المضادة" مما أثار صدمة الوفد الحاضر ودفع بعلي المكي الى التساؤل حول أسباب عدم مصارحتهم بهذه الحقيقة منذ ثلاث سنوات وتركهم لأمهات الشهداء يلاحقون الوهم والسراب. وفي ذات السياق التقى أمس وفد من عائلات شهداء وجرحى الثورة برئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وقد ذكر حلمي الشنيتي أحد أعضاء الوفد ل "الصباح" أن رئيس الجمهورية رحب بهم بقوله: " مرحبا بيكم فرغوا قلوبكم.."، الأمر الذي أثار حفيظتهم باعتبار أنهم رغبوا في مقابلة رئيس الجمهورية دفاعا عن حقهم وليس لافراغ قلوبهم كما قال لهم " منعنا من الجماعة الي كانوا باش يفكولنا الكرسي"، وهو يقصد بذلك -حسب قول حلمي- النظام القديم. واكد حلمي أنهم تقدموا بمجموعة من المقترحات لرئيس الجمهورية من أهمها المطالبة بوقف تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الى حين التوصل الى مخرج قانوني في القضية من قبل محاميي القائمين بالحق الشخصي، كما طالبوا بتحجير السفر عن المتهمين الذين تم تسريحهم. ولاحظ حلمي أنهم حصلوا على وعود كثيرة كما وعدهم رئيس الجمهورية بأنه سيعبر عن موقفه من هذه القضية في خطابه الذي سيلقيه اليوم بمناسبة عيد الأمن.