نظّمت أمس عائلات شهداء وجرحى الثورة مسيرة رمزية انطلقت من أمام محكمة الاستئناف العسكرية بتونس العاصمة لتستقرّ أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي مندّدة من خلالها بالأحكام الصادرة عن محكمة الإستئناف العسكرية عشيّة السبت الفارط مطالبة بالتدخّل العاجل لإنصافهم من المظلمة التي تعرّضوا إليها على حدّ تعبيرهم. وشارك في المسيرة إلى جانب العائلات والجرحى جمع غفير من مكوّنات المجتمع المدني المناصرين للقضيّة كما تمّ رفع 370 كفنا بعدد شهداء الثورة من قبل العائلات والجرحى عمد بعضهم إلى الالتحاف به مقيمين في الآن نفسه جنازة رمزية لطّخ فيها العلم والأكفان بالدماء في إشارة إلى دماء أبنائهم التي قدّموها فداء للوطن على حدّ قول البعض منهم. ورفع المشاركون في المسيرة عددا من الشعارات المندّدة بالأحكام الصادرة والمؤكّدة أنّهم لن يتخلّوا عن المطالبة بحقوق ذويهم وإنصافهم. و قالت سامية المحيمدي أخت الشهيد هشام المحيمدي في تصريح ل«التونسيّة» إنّ المسيرة تؤكّد أنّ كافة العائلات والجرحى مصرّون على نيل حقّهم وإنصافهم من المظلمة التي تعرّضوا لها من خلال الأحكام «الصادمة» التي صرّحت بها المحكمة العسكرية منتقدة في الآن نفسه ما أتته رئاسة المجلس الوطني التأسيسي برفضها قبول لجنة تمثلهم لتبليغ مطالبهم التي أقرتها هيئة الدفاع عن العائلات والجرحى في الندوة الصحفيّة الأخيرة مؤكّدة أنّ النائب هشام حسني التقى بهم أمام «التأسيسي» وأبلغهم أنّ رئاسة المجلس طلبت من النواب التعهّد بإخراج العائلات من المجلس في صورة قبولهم لمنع تكرار ما ارتكبه البعض منهم ممّن دخلوا أمس الأول في اعتصام مفتوح داخل التأسيسي إلى حين تفعيل مشروع قانون يحوّل قضايا شهداء وجرحى الثورة من المحاكم العسكرية إلى محاكم أو دوائر متخصصة» الشيء الذي حال بالنواب ،حسب رأيه، إلى عدم التدخّل وإدخالهم إلى «التأسيسي». من جانبه ندّد علي المكي رئيس جمعية الدفاع عن عائلات الشهداء والجرحى «لن ننساكم» بالسلوك الذي اعتمدته رئاسة المجلس إزاء قضيتهم مستغربا عدم السماح بدخول أربعة ممثلين عنهم يتقدّمهم الأستاذ عمر الصفراوي لتبليغ مطالبهم موضّحا في الآن نفسه أنّ النائبة يمينة الزغلامي رئيسة لجنة الشهداء والجرحى داخل التأسيسي لم تكلّف نفسها هي الأخرى عناء التدخّل لحلّ الإشكال. و عن تواجد عادل العلمي الذي طرد من المسيرة بعد ان حصل اشتباك معه ومع فريقه المرافق قبل أن يتدخل المحامي شرف الدين القليل لتهدئة الخواطر اكّد المكّي أنّ المسألة لا تعدو ان تكون خلافا بسيطا مع أحد الجرحى موضّحا أنّ العائلات ترحّب بكل من يساندها في قضيّتها وكلّ من يعمل على تبليغ موقفها مهما كان توجّهه مؤكدا انّ القضيّة بعيدة كلّ البعد عن القضايا السياسيّة وانّ كلّ المشاركين فيها عاملون على النأي بها عن كلّ التجاذبات.