لمّا اعترض الكثير من نواب المجلس الوطني التأسيسي على وجود كربول ضمن وزارة "الوفاق الوطني" سليلة "الحوار الوطني" نتاج المجهود "الوطني" برعاية حاطم الاقتصاد الوطني حسين العبّاسي، معتمدين على تاريخها وتصرّفاتها "الحضاريّة" المكتسبة من ملامسة "الحضاريين" وزياتهم أينما كانوا ولو نزلوا بفلسطين المحتلّة!... سوّقت يومها أنّها لمّا نزلت بذاك المكان طُردت (خطأ شائع عند التونسيين، يقولون أطردت والصحيح طُردت)... نراها اليوم - خوفا على الاقتصاد التونسي ودفعا للسياحة في تونس - تستقبل باتسامتها المؤلّفة مَن طردها!...
لا بدّ للأمر من قوّة إرادة ونكران ذات في سبيل الوطن، وكذلك يفعل جميع "الوطنيين" حتّى لرأينا البعض منهم ينفخ مزماره ويضرب دفّه ويدغدغ أوتاره ويرفع عقيرته متغنّينا بنتياهو وبطولاته في العرض العربي المجيد!... ثمّ لا ننسى أنّ كربول عربيّة انتمت لعرب - إلّا أن يأتي ما يخالف ذلك - اشتهروا بحاتم أكثر من اشتهارهم بإيذاء الحبيب صلّى الله عليه وسلّم عند بداية الدعوة الجديدة وعند إرساء دولتها!...
كربول مهما بذلت لن تنسينا أنّ الفرق بينها وبين الكربون حرف. وأنّ لها باكتساب ذلك الحرف قدرة على إفراغ المكان من أكسوجينه مقابل ملئه بسواد قاتم استثنائي، لولا حرص بعض التونسيين على سلامة البيئة والمحيط!...