هل يتحالف "الشيخان" ؟.. لعله ابرز سؤال يفرض نفسه بعد النتائج الأولية للانتخابات التشريعية والتي أسفرت مبدئيا عن فوز حركة نداء تونس بالمرتبة الأولى تليها حركة النهضة في المرتبة الثانية. لتتأكد بذلك "نبوة" المحللين للشأن العام بان المشهد السياسي القادم سيحتكم إلى قطبين بارزين هما النهضة والنداء وهو ما جعل بعض الأطراف ترجح فرضية تحالف الحزبين . لاوجود لتأكيد جازم من قبل الطرفين (النهضة والنداء) على أن قوى اليمين ستتوحد و لكن لا شيء أيضا وفقا لبعض المتابعين للشأن العام من شانه أن يمنع تحالفهما باسم "الوفاق". وبالنظر أيضا إلى التصريحات التي تنم عن روح "ديمقراطية" في تقبل الهزيمة بعد ان هنأت حركة النهضة خصمها نداء تونس. أما بشان فرضية التحالف بينهما فقد أكد القيادي في حركة النهضة ووزير العدل السابق نورالدين البحيري في تصريح ل"الصباح" أن الحديث عن التحالفات أمر سابق لأوانه موضحا أن الحركة لم تحسم أمرها بعد سواءا كانت داخل التحالف أو خارجه .كما أوضح البحيري ان التحالفات لا بد أن تراعي مصلحة البلاد وطبيعة البرامج السياسية والاقتصادية. وقال في هذا الشأن: "مازلنا في انتظار الإعلان الرسمي عن النتائج وإثرها لكل حادث حديث. سنختار الموقع الذي نستطيع من خلاله خدمة بلادنا و لا إشكال لدينا مهما كانت النتائج فنحن نعتز بها "مشيرا إلى أن رئيس الحركة راشد الغنوشي هنأ الباجي قائد السبسي بنتائج الانتخابات. اما فيما يتعلق بموقف حركة نداء تونس فقد قال الباجي قائد السبسي رئيس الحركة في حوار نشر مؤخرا على أعمدة "الصباح" ردا عن سؤال يتعلق بفرضية التحالف بين الحزبين : "أن النداء والنهضة خطان متوازيان لا يلتقيان إلا بإذن الله ...وإذا التقيا لا حول ولا قوة إلا بالله". أكد سعيد العايدي القيادي في حزب نداء تونس في تصريح إذاعي سابق (بتاريخ 22 أوت 2014) «انه من المستحيل بل وأكثر من المستحيل التحالف مع حركة النهضة حتى بعد الانتخابات مضيفا أن التعايش ممكن لان الجميع له الحق في تونس لكن التحالف غير مقبول» موضحا في السياق ذاته أن موقفه هذا لا يعد اقصاءا. ولكن لعالم السياسية أحكامه ودواليبه الخاصة فكل المواقف فيه قابلة للتعديل وخصم الامس قد يكون حليف الغد لاسيما ان قيادي النداء رفضوا بدورهم الخوض في هذه المسالة بعد ان كانت المواقف واضحة في السابق. في حين امتنع بالأمس كل من منذر بلحاج علي وعبد العزيز القطي من الادلاء بأي تصريح في هذا الشأن وأكد كلاهما ل"الصباح" ان الجميع بانتظار النتائج النهائية للانتخابات وان الخوض في امر التحالف مع النهضة من عدمه يعد امرا سابقا لأوانه. التحالف باسم الوفاقولكن ما الذي يمنع حقا تحالفهما؟ هكذا تساءل أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد موضحا في تصريح ل «الصباح» انه وفي انتظار النتائج النهائية للانتخابات فمن الوارد جدا ان يتحالفا . وقال في هذا الصدد :»لا شيء يمنع تحالفهما باسم الوفاق وتحت مسمى الوفاق والتوافق وما شابه ذلك من العناوين التي صارت تثير القرف عند اغلب التونسيين.» وتساءل سعيد : هل هنالك خلافات جوهرية بين الطرفين في المجال الاقتصادي والاجتماعي ليختلفا؟ وردا على سؤال يتعلق بان للسلطة احكامها الضرورية التي تفرض حتى تحالف الخصمين افاد سعيد : « في هذه المرحلة سيتفقان لان كل طرف يتوجس شرا من الطرف الاخر ولان القضية لاحقا كيف سيتعايشان حتى ان حصل توافق بينهما لاسيما حين تقترب المواعيد الانتخابية القادمة؟.»