أفادت مصادر قيادية صلب حركة نداء تونس أنّ الأمين العام للحزب الطيب البكوش يعدّالشخصية الأبرز المرشحة لقيادة الفريق الحكومي القادم في حال فوز النداء في الانتخابات التشريعية. وتضيف ذات المصادر أنّ النداء أعدّ نفسه لكلّ السيناريوهات الممكنة بما في ذلك فرضية اكتساح النهضة للسباق الانتخابي التشريعي. هذا وقد اتصلت حقائق أون لاين بالناطق الرسمي باسم الحركة لزهر العكرمي الذي أكّد أنّ جميع الخيارات مطروحة بالنسبة للنداء الذي يرى حسب قوله أنّ رئاسة الحكومة تتطلب الكفاءة وتوفر مواصفات تتماشى ومتطلبات المرحلة القادمة. وحول ما راج عن امكانية منح الثقة للطيب البكوش لتولي رئاسة الحكومة في حال الظفر بثقة السواد الأعظم من الناخبين،شدّد العكرمي على أنّ مسألة الشخصية التي سيرشحها النداء في صورة ما نجح في الفوز بأغلبية الأصوات مازالت قيد الدرس وهي سابقة لأوانها حسب تعبيره. ويذكر أنّ الدستور الجديد للجمهورية التونسية في فصله 89 يشير إلى أنّ الحكومة تتكون من رئيس و وزراء وكتّاب دولة يختارهم رئيس الحكومة وبالتشاور مع رئيس الجمهورية بالنسبة لوزارتي الخارجية والدفاع. وفي أجل أسبوع من الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات،يكلّف رئيس الجمهورية مرشح الحزب أو الائتلاف الانتخابي المتحصل على عدد أكبر من المقاعد بمجلس النواب بتكوين الحكومة خلال شهر يجدّد مرّة واحدة، وفق ما ينصّ على ذلك الدستور. وفي صورة التساوي في عدد المقاعد يعتمد للتكليف عدد الأصوات الانتخابية المتحصل عليها. وعند تجاوز الأجل المحدّد دون تكوين حكومة أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب،يقوم رئيس الجمهورية في أجل 10 أيّام باجراء مشاورات مع الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية لتكليف الشخصية الاقدر من أجل تكوين حكومة في أجل أقصاه شهر.وإذا مرّت 4 أشهر على التكليف الأوّل، ولم يمنح أعضاء مجلس نواب الشعب الثقة للحكومة،لرئيس الجمهورية الحقّ في حلّ مجلس نواب الشعب والدعوة الى انتخابات تشريعية جديدة في أجل أدناه 45 يوما وأقصاه 60 يوما. وكان رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي قدّ أكّد في تصريح اعلامي خلال زيارته الأخيرة لنيس بفرنسا أنّ حزبه جهزّ نفسه لسيناريو الفوز في الانتخابات والذي يتطلب آنذاك ترشيح شخصية لتشكيل حكومة مشدّدا على أنّه سينتهج طريق الحكم التشاركي مع من يتقاسم معه ذات المشروع المجتمعي والحضاري من القوى الديمقراطية. على صعيد آخر،أوضح الناطق الرسمي باسم النداء لزهر العكرمي لحقائق أون لاين أنّ حركته تقبل التعايش مع النهضة لكنّها ترفض قطعيا التحالف معها بسبب الاختلاف الجذري في البرامج. واعتبر أنّ خطاب النهضة تجاه حزبه لم يتغيّر على عكس ما يعتبره البعض الآخر تطوّرا نوعيا. هذا،وأعلن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في مقابلة مع رويترز أنّ حزبه مستعدّ للدخول في حكومة وحدة وطنية مع نداء تونس وحتّى مع الأحزاب التي كان اصحابها من رموز نظام الرئيس المخلوع بن علي. وتفيد استطلاعات الرأي بأنّ التنافس على زعامة المشهد السياسي الوطني عقب الانتخابات المرتقبة سينحصر على الأرجح بين النهضة ونداء تونس.و تبقى فرضية تشكيلهما لحكومة وحدة وطنية مع عدد من القوى الاخرى واردة في حال ما أفرزت الانتخابات مشهدا مبعثرا لا يملك فيه أيّ طرف الأغلبية الكافية لقيادة فريق حكومي بمساندة برلمانية قويّة. كما أنّ حركة النهضة برهنت من خلال عمليات التعبئة الشعبية في الحملة الانتخابية على أنّها كانت وستظلّ رقما صعبا في المعادلة السياسية التونسية.